أضواء على كتاب حياتنا الجنسيَّة

ولد وبنت 2023/07/03
...

 صباح محسن كاظم


الثقافة بكل أبعادها تهتم وتعزز وتطور صناعة العقول، وجودنا البايولوجي قائم على ثنائية الذكورة والإنوثة، وتلك الجنسانية الطبيعية حتمت وجود الوظائف للإنجاب للرجل والمرأة، كل النظريات البشرية اهتمت بالشأن الخاص والشعور والإحساس والحب بين الشريكين بين الإناث والذكور.. لذا معرفة الولد والبنت بكل  الجوانب الجنسية، لعدم الوقوع بالمحظور من الشذوذ، حيث إن لم يقنن ويشرعن ويوظف بالإيجاب يتحول لقوة مدمرة، من هنا وظيفة الإعلام المرئي والمقروء والمسموع إيجاد ثقافة جنسية واقعية. 

لا ريب ندرة الكتاب بهذا المجال، أما بدافع الحياء أو تجنب المحظورات والتابوات ومنها الجنس، بكتاب مهم “حياتنا الجنسية بين الاستقامة والشذوذ “  سعيد كاظم العذاري بدراسة  شاملة ب232 صفحة من القطع الكبير، صدر عن جامعة المصطفى.. دراسة علمية منهجية تُدرس بالجامعة أكد المؤلف بمقدمة الكتاب ص13: “إنّ حياتنا الجنسية حياة حيّة واقعية تتمحور حول الجنس، وفي نفس الوقت لا تنفصل عن حياتنا العامة، فهي جزء لا يتجزأ منها تتأثر بها وتؤثر فيها تأثيراً واضحاً ملموساً، والجنس غريزة إنسانية ذاتية تتفاعل مع المثيرات الخارجية، وتنفعل مع مظاهرها وألوانها المتنوعة، وتنطلق لتحقيق هدفها وهو الإشباع والارتواء....”، التوافق الروحي والعاطفي بين الولد والبنت بوعي لمسؤولياتهم يحصّن الشباب من الوقوع بالمشكلات، التي لاحل لها، بينما التجانس للزواج في الإطار الشرعي والقانوني وفق الضوابط تبعد الولد والبنت من الانحراف المدمر لمستقبلهم، بعيدة عن المخاطر والمغامرة والشذوذ. فصول الكتاب النادر بمحاور الفصل الأول: مقوّمات الاستقامة الجنسية. بينما بالفصل الثاني، عوامل ومظاهر الانحراف والشذوذ. وناقش بشكل مركز  بالفصل الثالث، الأمراض الجنسية وآثارها الخطيرة. 

أجد أن الضرورة تدعو للتنبيه للشباب بعدم الضياع العلمي والتخلف الدراسي، بسبب الإنشغال بجوانب زائلة، فالنمو الجسمي والعقلي والعاطفي والنفسي يتكامل.  «حياتنا الجنسية بين الاستقامة والشذوذ»..لقد خاض فيه المؤلف بمناطق مسكوت عنها بالثقافة العربية بكل أبعادها، راغباً بتربية أخلاقية مثالية تعزز الروح للوقاية من الأمراض الفتاكة، التي فصلها بأنواعها وتأثيراتها وسلبياتها على الولد والبنت، حين الإنحراف بالعادات السرية. يؤكد العذاري عن الأضرار العقلية ص127 :«إنّ هذه الممارسة مميتة للذكاء، ومضعفة للعقلية، وقد تغتال الدماغ والبصر غشاوات سوداء كنتيجة لضعف الدماغ، الذي له اشتراك مع القلب في التعقل...»، يستمر المؤلف بعرض كل الحالات الجنسية التي يمارسها الرجال والنساء، موضحاً أن الارتقاء الثقافي والاجتماعي

بالتكامل الأخلاقي.