أجندة الموسم

الرياضة 2023/07/05
...

د عدنان لفتة



ترتبك أوراق دورينا في الأمتار الأخيرة ولا يكاد أحد يطيقه وهو يرتمي بأحضان تموز اللاهب ويكرر سيناريو كل موسم محطما الأرقام القياسية كأحد أطول الدوريات في العالم بعشرة أشهر من اللعب! .

قصة لم تستطع الاتحادات المتعاقبة إيجاد حلول لها جراء كثرة التأجيلات والتوقفات التي تصيب الدوري بمقتل وتجعله يستمر كل هذا الوقت الطويل، الخشية الآن من سقوط ضحايا وهم يلعبون تحت لهيب الشمس الحارقة في مشاهد لا تتحملها الكائنات الحية وليس الإنسان فقط مما يستدعي الانتباه لهذا الأمر وإقرار إقامة جميع المباريات المتبقية ليلا لتجنب كارثة إنسانية قد تحدث في هذا الملعب أو ذاك.

الاتحاد الكروي أسرف في التأجيلات وبالغ فيها لعدم قدرته على فرض إرادته أمام الأندية الرافضة لإجراء مبارياتها ما لم تكن تشكيلاتها متكاملة تحت ضغط مشاركات المنتخبات الوطنية في حين أن المنطق يقول بضرورة إتاحة الفرصة للاعبين آخرين طالما أن القوائم المرسلة إلى الاتحاد تضم 40 لاعبا ويمكن مداورتهم وإشراك مواهب أخرى تزدحم بها كرتنا بدلا من الإصرار على الأسماء ذاتها المستنزفة بدنيا لتعدد المشاركات الدولية والمحلية.

المشكلة الآن ليست في عدم انتهاء الموسم الكروي حتى الآن بل في انتهاء عقود اللاعبين مع أنديتهم ومغادرة أغلب المحترفين الاجانب مما يضع إدارات الأندية أمام أزمة قد يكون من الصعب حلها فالمتبقي للدوري 3  جولات وهناك الأدوار الأخيرة من بطولة الكأس مما يعني أن هناك أكثر من شهر للعب يفرض التزامات مالية وإدارية سترهق الأندية وتقلقها .

القصة لم تنته، فهي حكاية كل موسم كروي إذ إننا بمجرد إنهاء نسخة الدوري الحالية لابد من التفكير بالنسخة الجديدة للبطولة التي ستكون أكثر تعقيدا لعدم توفر الوقت لإطلاقها مبكرا فالبطولات الحالية ستنتهي بداية شهر آب  فمتى ينال اللاعبون والأندية مدة الراحة بعد موسم طويل منهك وهو حق إنساني قبل أن يكون حقا رياضيا وأخلاقيا؟.

متى تبدأ الفرق إعدادها للموسم الجديد ؟ متى تختار لاعبيها الجدد وتشرع بالتعاقد معهم؟ متى تقيم معسكراتها التدريبية في ظل هذا التداخل بين المواسم الكروية وعدم توفر الوقت اللازم للتهيئة المطلوبة ؟.

والأسئلة لا تتوقف عند إدارات الأندية فقط بل عند لجنة المسابقات ، إذ إن الحديث عن إقامة دوري للمحترفين يتطلب شروطا كثيرة قد لا تتمكن الأندية من الإيفاء بها مع الوقت القليل المتبقي والضغوطات المالية والإدارية والفنية المفروضة عليها، أغلب الأندية بلا مدربين وتحتاج إلى تسمية أجهزة فنية جديدة، والمدربون الأوائل لها لابد من أن يكونوا حاصلين على شهادة (برو).

أزماتنا في الدوري لم نجد لها حلولا مقنعة تنهي كل هذه التداعيات المنعكسة سلبا على الأندية واللاعبين والمستويات الفنية ومنتخباتنا الوطنية وصورة كرتنا، لابد من حلول نهائية تنهي مشاكلنا في كل موسم بإيجاد أجندة ثابتة نعرف فيها بداية البطولات ونهايتها ، نحدد فيها كل صغيرة وكبيرة حتى تعرف الإدارات والأجهزة الفنية كيفية ترتيب أوراقها، وإعداد العدة لمواجهة كل الاستحقاقات بتوقيتات ثابتة راسخة تكون حجر الأساس في الإعداد لجميع المواسم بمهنية تغلق الباب أمام الارتجال في القرارات، والعبث في التوقيتات وعدم الانحناء للظروف مهما كانت صعوبتها عبر جعل مسابقاتنا تنال الأولوية في التفكير كي لا نواصل التخبط في بطولاتنا الطويلة جدا وننجح في اختصار زمنها للعودة بها إلى المعقول كما يحدث في كل دوريات العالم.