منتخبنا ومسارات التصحيح

الرياضة 2023/07/06
...

علي حنون

بعد أن هدأت بعض الشيء عاصفة الانتقاد وتصدير وجهات النظر بصدد خيارات خيسوس كاساس لمعسكر إسبانيا الأخير، عاودت ذات الأصوات وذات منصات التواصل من جديد لنفس الأسلوب في استعراض مصالحها الشخصية من خلال الانتقاد والصراخ والمناداة بعودة أسماء معينة في سعي واضح وحثيث لفرض - جماهيرياً -  سياستها المريضة الواهية، التي تعكس تدخلاً سافراً في شؤون الجهاز الفني، كما وأنها تعكس ضغطاً غير مباشر على الكادر التدريبي للمنتخب الوطني، ومع تيقننا بان هذه الأصوات ومهما ارتفعت حدتها، لن تعلوا على صوت المدرب وإرادته، إلا أنها تبقى تُمثل صوتاً مُزعجاً قد يتأثر بضجيجه من لا رأي لهم ومن ثم التشويش على رحلة إعداد منتخبنا لبطولة آسيا وتصفيات المونديال.
ولذلك نتطلع أن يبتعد القائمون على شؤون كرتنا بمنتخبنا الوطني عن هذه الأجواء السلبية والشروع بخطوات تحضير مُمنهجة ليس من الضرورة إعلان كامل تفاصيلها، فور انتهاء المنافسات المُمتازة عبر إعداد أولي والتمهيد لانطلاقة جديدة تستند - حتماً - على الإفادة من إفرازات رحلة معسكر إسبانيا وقبلها نتائج مسيرتنا في خليجي 25 والاستعانة بدروس التعثر سواء في الأداء أو النتائج حتى وإن جاءت إيجابية خليجياً لنتعلم منها كيفية تجاوز الأخطاء والعمل على تصحيح مسار الكرة الوطنية..ولا ضير أن نستمع إلى تقييم الأسماء المهنية بين النقاد والصحفيين والمتابعين طالما أننا لم نَرصد أو نُؤشر خللاً في تعاطيها مع المسيرة السابقة للمنتخب الوطني، وصرنا على دراية بان غايتها هي التقييم بغاية التقويم وتصحيح المسار لتأتي رحلتنا سواء في كأس آسيا أو التصفيات المُؤهلة للمونديال إيجابية وناجحة ومُسايرة لتطلعات الجميع.
وهنا لابد من إيماننا بان أي تعثر لا ينبغي أن يُلقى على عاتق شريك دون الآخرين لأنَّ المسؤولية تضافرية تتحمل فيها جميع الأطراف المعنية بقيادة ومساندة اللعبة ثقلها، لذلك نعتقد أنَّ حجم المهمة القادمة يتطلب منا أن نكون شركاء إيجابيين نبتعد في تأشيرنا في أي محطة عن النظرة الشخصية وأن نسعى باستمرار لان نُؤطر رؤيتنا بحلقات المسؤولية المُلقاة على عاتقنا كأصحاب رأي ومنظومة مُساندة وداعمة لرحلة المنتخب الوطني في الاستحقاقات الدولية.. وفي جانب آخر لابد لاتحاد كرة القدم أن يضع بعض الآراء، التي تجهر بها أصوات عينة من الزملاء في خانة الحرص والرغبة في رؤية منتخبنا وهو يقدم صوراً أدائية تبعث على الإعجاب، وأن لا يتعاطى معها بالطريقة، التي تُثير الشجن في النفس، وتُسوّق لمفاهيم تجعل الآخرين، الذين ليس لهم غاية سوى نشر غسيل الخلافات الوهمية، يُناصرون طرفاً على حساب آخر، ليس لسبب سوى صب الزيت على نار عدم الاجتماع على الرأي السديد.
ونرى انه، وكما فعل الجميع في تحمل تبعات وتداعيات مسيرات الإخفاقات، التي رافقت منتخبنا في بعض المحطات الخارجية الفائتة، فان المنطق يفرض على إدارة الاتحاد التعامل بمسؤولية ومهنية مع الرأي الآخر الايجابي وتقبل وجهات النظر،التي تنشد - بلا ريب - المصلحة العامة للكرة الوطنية، لأنه وبتلاقح الأفكار، التي تدعم رؤية المدرب ولا تتدخل في شؤونه الفنية، سيأتي، بلا ريب، القادم أفضل ويكون طريق منتخبنا مُعبداً بمداد الرعاية والاهتمام والمُساندة.