بغداد: عماد الإمارة
حذرتْ وزارة الزراعة، من تأثر مساحات واسعة في البلاد بالجفاف والتصحر، فيما أشارت إلى أن مواجهة هذه الظاهرة الخطرة بحاجة إلى تضافر الجهود المحلية والإقليمية.
بالتزامن مع ذلك، كشفت عن وضع خطط طويلة ومتوسطة المدى لمواجهة التصحر والحد من الجفاف عبر إقامة مشاريع الواحات الصحراوية، ونشر غطاء نباتي وتنمية الغابات في تخوم المدن، فضلاً عن إكثار أصناف معينة من النباتات القادرة على الحد من التصحر.
وقالت مدير عام دائرة الغابات ومكافحة التصحر في الوزارة، راوية مزعل، خلال حديثها لـ»الصباح»: إن «الوزارة نفذت مشاريع ستراتيجية واعدة من شأنها حماية البيئة ومكافحة التصحر، واتخذت خطوات واسعة تطبيقاً للتوجهات الحكومية بهذا الشأن، حيث تبنت عملية مكافحة ظاهرة التصحر عن طريق أذرعها التنفيذية المتمثلة بدائرة الغابات ومكافحة التصحر ومن خلال تنفيذ مشاريع واعدة عديدة».
ولفتت مزعل، إلى أن من بين تلك المشاريع التي نفذتها الوزارة عن طريق دائرة الغابات، تنمية المراعي الطبيعية الذي يشمل نطاق البادية الغربية وبادية شرق دجلة والذي يهدف الى إعادة الغطاء النباتي المتدهور، فضلا عن إقامة مشروع الواحات الصحراوية بغية إقامة مرتكزات تنموية لنشر الغطاء النباتي ونقاط ارتكاز للمساعدة على استيطان السكان المحليين».
كما بينت مزعل، إقامة مشروع تنمية الغابات الذي ينتشر على تخوم المدن العراقية والذي يعتبر المتنفس الأكبر عبر تشجير آلاف الدونمات من الأرض ، مؤكدة أن تلك الخطوات تأتي وفقا لستراتيجية طويلة الأمد أعدت لهذا الغرض، في حين تتضمن الستراتيجية المتوسطة المدى لمواجهة التغيرات المناخية، تبني برامج وطنية مستدامة لعمل مكافحة التصحر وتحقيق الأهداف التنموية المنشودة لمواجهة هذه الظاهرة منها البرنامج الوطني لإكثار نبات البولونيا والبرنامج الوطني لإكثار النباتات الطبية ونشاط خاص بإكثار الزيتون واعتماد أساليب الري المقنن للاستهلاك المائي والتحول الى الطاقة النظيفة.
ونوهت مزعل إلى أن «ظاهرة التصحر في العراق تحتاج إلى تضافر الجهود الوطنية والإقليمية، متوقعة أن يتحول العراق الى مصدر لهذه الظاهرة بعد أن كان متأثرا بها».
ومن جانبه أفاد الباحث والأكاديمي الدكتور عبد الكريم العيساوي، بأن ظاهرة التصحر تواجه البلد حاضرا ومستقبلا وتقف عدة أسباب وراء تناميها في السنوات الأخيرة منها قلة الأمطار والحروب التي عاشها العراق والتي تسببت في تضرر الأراضي مع تزايد ظاهرة التحول الديموغرافي.
وأوضح العيساوي، أن من بين الأسباب التي فاقمت عمليات الجفاف وهجرة الأراضي، هي ارتفاع الملوحة في التربة، حيث أشارت الدراسات الى أن ارتفاع نسبة الملوحة في التربة يؤدي الى نقص الإنتاجية الهكتارية بما لا يقل عن 25 بالمئة عن مستواها الطبيعي، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن الأرقام الحكومية تبين ضياع 100 ألف هكتار سنوياً بسبب ظاهرة الملوحة والتصحر، وأن 23 بالمئة من إجمالي مساحة العراق تضاءلت خلال العقود الثلاثة الأخيرة بسبب التغيرات المناخية.
كما حذر الباحث، من مخاطر آثار التصحر الجسيمة على الأمن الغذائي للبلد، داعياً الحكومة إلى الاهتمام بأنظمة الري والعمل على تحديثها والتفاوض مع كل من تركيا وإيران للمحافظة على الحصة المائية مع الصيانة المستمرة للسدود ووقف عمليات التجريف للأراضي الزراعية وإدخال الاستثمار الأجنبي إلى القطاع الزراعي .