خارج التغطية المدرسيَّة.. أهالي طلبة المرحلة المنتهية في قلقٍ مستمر

اسرة ومجتمع 2023/07/08
...

  بغداد: غيداء البياتي
حاولت أم اديان مررا وتكرارا ألا تذهب مع ابنتها، وهي تدلي بإجابتها في الامتحانات النهائية للمرحلة السادسة والمصيرية، لكنها لم تكن قادرة على ذلك على ما قالت لصفحة «الاسرة والمجتمع» وتضيف، «تتسارع دقات قلبي في ليلة كل امتحان، فلم أستطع النوم، وكأنني من سيدلي بالإجابة في الامتحان، وليست ابنتي أديان، أسهر وأقلق، بل وأبقى أنتظر خروجها من قاعة الامتحان امام سور المدرسة، وأحاول أن أهدئ بقراءة بعض الآيات من القرآن الكريم، وبعد انتهائها من الامتحان نبقى لوقت إضافي واقفين تحت ظل شجرة أمام المدرسة نحل الأسئلة مع بعض واقدر لها الدرجات، كمحاولة لمعرفة ما اذا كانت ستنجح بدرجات جيدة أو لا».
اما أم الطالبة سجى فقد شرحت معاناتها مع ابنتها، التي تدرس منذ الصيف الماضي ولغاية اليوم فقالت «في السابق كنا ندرس فقط في الموسم الدراسي، حيث المدارس الجيدة والكادر التدريسي الممتاز، فلم نثقل كاهل آبائنا بمعاناة التدريس الخصوصي، ومعاهد التقوية التي انتشرت مؤخرا، فطالب المرحلة الإعدادية السادسة أصبح مجبرا على أن يدخل معهدا للتقوية الدراسية، فضلا عن المدرسين الخصوصيين منذ نجاحه من الخامس الاعدادي، لأجل الوصول إلى النجاح بمعدل يتيح له فرصة الدخول إلى جامعة حكومية جيدة دون كسر ظهر والديه بتكلفة أقساط الجامعات الاهلية».

اتمام المهمة
وتستطرد ام الطالبة سجى «معاناة الامتحانات اليوم في كفة، ومرارة المعاهد والتدريس الخصوصي، وافراغ الجيوب وتحمل لهيب حرارة الجو بالنسبة لأهالي طلبة هذه المرحلة المنتهية منذ الصيف الماضي ولغاية اليوم في كفة اخرى، فإن الأهل سنويا يتحملون أعباء توصيل بناتهم وأبنائهم إلى مقر معاهد التقوية والى أماكن تواجد المدرسين الخصوصيين، وتحمل زحام الطرقات، لا سيما إن كانت في أماكن مختلفة، وليس ضمن نطاق المنطقة الواحدة، كلها عوامل تسهم في جعل الأهل والطلبة بقلق مستمر لغاية اجتياز أولادهم الامتحانات بسلام، فبعد هذا التعب والجهد الكبيرين من قبل الأهل، لدعم أولادهم للمضي قدما من أجل النجاح، لا بدّ لهم مجبرين اتمام مهمتهم للأخير في الدعم، فيضطرون للوقوف أمام أسوار المدارس في انتظار أولادهم لحين الخروج من قاعة الامتحان، إيمانا منهم بأن هذا التصرف يعطي الأبناء الدعم والاهتمام.

دعم نفسي
مشاهد وصور كثيرة نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأهالي يتجمهرون أمام أبواب وأسوار المدارس في انتظار خروج أبنائهم الطلبة من قاعة الامتحان، حيث يشغلون أنفسهم بالدعاء والتسبيح تارة وتبادل اطراف الحديث في ما بينهم تارة أخرى، حرصا منهم على دعم أبنائهم نفسيا، وخوفا على بناتهم من مفاجآت الحياة على ما يقولون، فكانت صورة حصلت على أكثر عدد مشاهدة وتعليق لوالد طالب يجلس بجوار المدرسة، التي يمتحن فيها ابنه وهو يقرأ آيات من القرآن الكريم، لتسهيل وتيسير الإجابة على ابنه في الامتحان وخلفه العلم العراقي، فكانت صورة الأب متمثلة بتجسيد حرصه على ابنه، واما الجدار فكان فيه علم العراق العظيم، الذي يحمل معنى الصبر في كلمة الله اكبر هذا ما كتب في أغلب التعليقات.

تعامل طبيعي
مديرة ثانوية الفرات للبنات ثامرة السامرائي أوضحت بالقول إن «هذه الحالة ظهرت بعد العام 2006 حيث انعدام الأمان في تلك الحقبة الزمنية وازدياد خوف الآباء على بناتهم وأبنائهم، جعلهم ينتظرونهم مطولا أمام اسوار المدارس لحين انتهاء الامتحان، هذه الظاهرة متواجدة بكثرة اليوم، بسبب خوف الأهالي من عدم اجتياز ابنائهم المرحلة المنتهية أو دون الحصول على درجات عالية تؤهلهم للدخول في الجامعات الطبية التي تكون تعييناتها مباشرة، أو الجامعات الانسانية الحكومية دون تكلفة الدخول إلى الكليات الاهلية، وهنالك طالبات تخرجن العام الماضي بمعدلات  96 و 93 لم يحالفهن الحظ بالدخول عبر الانسيابية إلى الجامعات الحكومية ضمن المجموعة الطبية، ولكونهن من أسر الدخل المحدود، فضلن الدراسة في معهد النفط لأن التعيين فيه مركزي» .
السامرائي قالت:» لا يمكن لإدارات المدارس منع أولياء الامور من تواجدهم امام المراكز الامتحانية، لأنها اصبحت من الأمور المعتادة خاصة بالنسبة للطالبات والسبب، اما الغيرة أو لتشعر بالاهتمام والدعم من قبل الاهل، لكن لا داعي أن يبالغ الأهل هكذا، فالافضل التعامل مع الطلبة خلال أيام الامتحانات بشكل طبيعي حتى لا يشكلوا ضغطا اضافيا عليهم والاجدر توفير جو مناسب للدراسة مثل الهدوء والتغذية الصحية مع أخذ قسط من الراحة ووقت بسيط من الترفيه هذا ما يحتاجه الطالب خلال الامتحانات».