سبل حماية الطفولة

اسرة ومجتمع 2023/07/08
...

  عبد الكناني

عمل المختصون واهل البحث على صياغة رؤى للارتقاء بواقع الطفولة والنهوض به بعد التحليل والتشخيص للواقع والخروج بتوصيات ونتائج تعد نقاط انطلاق لمعالجات ناجعة، تفضي إلى حال أفضل ومراتب أرقى.
الدكتور عبد اللطيف العاني المختص بعلم الاجتماع عبر عن رؤيته لظاهرة العمل المبكر للصبية - لانقاذ واقع الطفولة بعد سلسلة من المتابعات في هذا المجال قائلا :
 تعد ظاهرة العمل المبكر للاطفال من الظواهر المنتشرة في المجتمعات المتطورة والمتخلفة،  حيث ترتبط بعوامل وظروف الاسرة، ومنها ما يتعلق بالظروف الاجتماعية والبيئية التي يعيشها الصبي، وقد اهتمت المجتمعات العربية بصورة عامة بها، حيث وضع المشرّع العراقي ضوابط خاصة لتشغيل الاحداث، ومعظمها تؤكد عدم جوازالعمل دون سن الخامسة عشرة من العمر، ذلك في القانون العراقي وقانون رعاية الأحداث، والعراق عضو في منظمة العمل العربية، والتي أعدت وأصدرت العديد من الاتفاقيات بشأن تشغيل الأحداث، ومنع تشغيل الصبية الذين لم يتجاوز سن الخامسة عشرة من العمر .

ظاهرة غير حضارية
واضاف العاني إلى أن المشرّع العراقي اهتم بوضع تشغيل الاحداث لاعتبارات انسانية عديدة منها،  تمكين الحدث من التعلم لمرحلة معينة وعدم السماح له بالعمل الا بعد اكماله هذه المرحلة، اذ هناك مخاطر فردية واجتماعية جمة قد تنشا نتيجة لاختلاط الصبي في وقت مبكر من العمر مع البالغين، وما يتعرض له  من مخاطر صحية ونفسية، قد تؤدي إلى مساوئ متنوعة في وقت مبكرمن العمر، وهذا مايؤدي إلى اعتلاله ويسبب له الأذى في مقتبل العمر وعليه فان دراسة هذه الظاهرة تاتي ضمن الاهتمامات الكبيرة لفئة الاحداث الذين أولتهم الدولة اهتماما كبيرا، لأن تشغيلهم يعد مخالفة صريحة للقانون، فضلا عن كونها ظاهرة غير حضارية.

توصيات
واوصى الدكتور عبد اللطيف العاني  بالعمل على بناء عائلة متماسكة خالية من المشكلات تحكمها القيم والاخلاق المنطلقة من المبادئ العربية الإسلامية، والتوعية بمسؤولية الوالدين ودورهم تجاه ابنائهم، لا سيما الصبية الذين هم دون سن البلوغ،  وذلك في طرائق تتفهم آراءهم ومشكلاتهم ومعاناتهم، وعلى وفق اساليب تربوية حديثة ومتابعة سلوكهم، والعمل على رفع الحواجز التي تمنعهم من الافصاح عن مكنونات انفسهم ومعاناتهم، وتوعية الأسرة بمخاطر العمل المبكر للعينة والنتائج السلبية، التي قد تتعرض لها، وذلك من خلال الندوات الإرشادية والمحاضرات ووسائل الاعلام، وقيام المنظمات المدنية والاجتماعية بزيارة الأسر، التي تعاني من مشكلات اجتماعية، لا سيما التجمعات السكانية العشوائية ومساعدتهم لاجل تطويق هذه الظاهرة، والتعاون مع الجهات المختصة لإعادة المتسربين من الدراسة إلى مقاعد، والعمل على ايجاد أماكن سكنية تتوفر فيها الحدائق وملاعب الاطفال إلى جانب الانتباه للمناهج الدراسية والتاكيد على المعلمين بالالتزام بالاسس التربوية السليمة في ارشاد التلاميذ، وحثهم على حسن التعامل مع أسرهم وزملائهم بالمدرسة،  والتاكيد على تعاون المدرسة والأسر لاجل مراقبة سلوكيات أبنائهم، ومتابعة مشكلاتهم وتفعيل مجالس الآباء، مع ضبط ساعات العمل للاحداث في حالة تشغيلهم بما لا تزيد عن سبع ساعات مع ساعة فترة استراحة.

مسؤولية الجميع
كما أن مكافحة ومعالجة هذه الظواهر هما مسؤولية الجميع، مواطنين ومنظمات مجتمع مدني وواجهات اجتماعية ودينية وثقافية، وعلى الجميع التعاون من اجل مجتمع خالٍ من هذه المظاهر، التي تعكس واقعا مريضا ونكوصا حضاريا، من خلال معالجات ناجعة واجراءات مستلهمة من رؤى الباحثين والمختصين .