دوري اللارحمة

الرياضة 2023/07/11
...

خالد جاسم
أرغمنا الإخوة في اتحاد الكرة وفي سابقة جديدة- قديمة لم تحدث في كل دوريات العالم على لعبة الانتظار الممل والعقيم قبل أن نرى ضوءاً في نهاية نفق طويل ومعتم اسمه دوري الكرة الممتاز أو ما يصح تسميته بدوري الفصول الأربعة، وذهبت كل وعود الإخوة الاتحاديين في وضع حسن الخاتمة لهذه المسابقة وكما هو حال تمنياتنا بمشاهدة اسدال الستار على هذا الدوري القاتل أدراج الرياح، وفوق هذا وذاك سلخ اتحاد اللعبة من المسابقة ثوبها النظامي وجعل من أدوارها مبعثرة عديمة القيمة جراء التأجيلات وغيرها، فصار دورينا بلا هوية ومسخت شخصيته تماما، نتيجة سوء التخطيط وضعف التدبير وانتقال العصمة بيد الأندية وليس أن يكون الحسم ووضع الأمور في نصابها الصحيح في قلب واجبات ومسؤولية الاتحاد الذي عكس ضعفاً في اتخاذ القرار وانقياداً سهلاً وفق رغبات الآخرين ليقدم لنا انموذجاً غريباً لمسابقة مهمة وكبيرة يفترض بل واجب أن تكون قمة في التنظيم شكلاً ومحتوى، وليس أن تنقلب في النهاية لتكون أقرب إلى مسابقة شبيهة بجولات الكر والفر بين بضعة فرق شاهدنا للأسف غياب الاستقرار الفني في مبارياتها التي يؤديها اللاعبون وكأنهم مرغمون على اللعب لأجل التعجيل بانتهاء مهامهم ومن ثم التمتع باستراحة مطلوبة بعد انتهاء أطول مسابقة في دوريات الكرة الأرضية، وعززت صيغة التوقف في المباريات وهي الصيغة الأبرز هذا الموسم من بؤس واقع الحال الفني وتمدد زمن ما تبقى من جولات حتى نبلغ خط النهاية وتطلق رصاصة الرحمة على جسد مسابقة نزفت كثيراً واستنفدت كل قواها تماماً، وتعمدت إطلاق تسمية دوري اللارحمة على المسابقة في ظل ما حفلت به ومنذ انطلاقتها وحتى بلوغ عربات قطارها الطويل المحطات القريبة من النهاية من منغصات وسلبيات تكاد تكون أقرب في الكثير منها إلى المفخخات التي لو انفجر كل منها لكانت هناك خسائر وتضحيات جسيمة تلحق الضرر بهذا الطرف أو ذاك مع كثرة التوقفات وامتدادها الزمني المزعج والطويل ودخولنا أقسى صيف يعيشه العراق (حسب ماجاء في تنبؤات دوائر الأرصاد الجوية ) مع ما يحدث من تراكمات ضارة على المستويات الفنية والبدنية والإدارية والمالية التي تلحق أفدح الأضرار بالبطولة نفسها وبكل أطرافها المساهمة والمشاركة، وطالبنا اتحاد الكرة في وقت مبكر اتخاذ القرار المنطقي والحاسم في إقفال حسابات الدوري بعد وضع آلية واقعية تحسم ترتيب فرق الصدارة عبر إقامة دوري مصغر ومكثف زمنياً كما هو الحال في معالجة وحسم مصائر الفرق الهابطة والصاعدة، وهي كلها أمور تستدعي من اتحاد اللعبة التوصل إلى معالجات لهذه المعضلة كي نضمن السلامة والعدالة لكل الفرق ونؤمن الأجواء المناسبة للأندية في حسم أمورها المادية بعد أن استنزفت مباريات الدوري ميزانياتها، كما قلنا إن الضرورة تحتم ترتيب انطلاق الدوري للموسم المقبل من حيث عدد الفرق ومواعيد المباريات وفق ما يرتبط مع أجندتنا الكروية من استحقاقات خارجية تضمن لنا في الأقل عدم تكرار سلبيات ومشاكل دوري الموسم الحالي ..لكن لاحياة لمن تنادي .