ذهب المصارعة

الرياضة 2023/07/12
...

د عدنان لفتة

كتبت المصارعة العراقية أجمل حروفها في الدورة الرياضية العربية المقامة حالياً في الجزائر بعد أن تمكن أبطالها من تحقيق رصيد رائع من الأوسمة في جميع أوزان فئتي المصارعة الرومانية والحرة.
حصيلة اليوم الأول : ستة أوسمة في الرومانية ذهبي واحد وأربعة فضيات وبرونزي واحد  ، وجاءت حصيلة اليوم الثاني عامرة بالذهب بحصول العراق على أربعة اأوسمة ذهبية جعلته يحتل المركز السابع بلائحة الأوسمة  بخمسة ذهبيات وسبعة فضيات وأربعة عشر برونزية .
رياضة واحدة تعدل وزنها ذهباً،  المصارعة رفعت رصيد العراق في الدورة العربية وقربته من الدول الأخرى المتفوقة في الألعاب الأخرى ،مصارعون بعدد أصابع اليد يحققون أوسمة تعجز عنها جيوش الألعاب الجماعية التي تستنزف الأموال والجهود ولا تحظى بإنجازات مماثلة لما يقوم به أبطال المصارعة رغم كل الدلال المالي والإعلامي والمؤسساتي المتواصل لتلك الألعاب.
قيمة الألعاب الفردية وغزارة نتاجها ليس أمراً مستحدثاً أو طارئاً على الرياضة فهي منجم الذهب الدائم في الأولمبياد أو الألعاب الآسيوية أو العربية ولكن لا أحد يعتني بها أو ينتفع من ثمارها ".
باقون نحن في ميولنا وولائنا لألعاب الكرة ، رافضون الإقرار بأن طريق الأوسمة لا يمر بتلك الألعاب وشواهدنا كثيرة لعل أبرزها وسامنا الأولمبي اليتيم الناجم عن رفع الأثقال قبل 63 عاماً كاملة، أو التفوق الأمريكي والصيني لسجل الأوسمة الأولمبية بمختلف الألعاب الفردية".
ستنتهي الدورة العربية وسيتحدث قادة الرياضة ويعِدون بدعم مستقبلي لا ينقطع للألعاب الفردية، وعناية فائقة بأبطالنا، شعارات طبعاً لا محل لها على أرض الواقع تفضحها الرواتب المتدنية المخصصة للأبطال والتي لاتزيد على 250 ألف دينار عراقي وهي غير كافية للعيش أو دعم اللاعبين معاشياً أو اجتماعياً أو رياضياً".
النجم الذي يمنحنا أجمل الأوسمة وأغلاها يتحسَّر على ما يناله لاعب مغمور في أندية كرة القدم العراقية وهو يتقاضى  100 أو 200 مليون دينار في موسم واحد فقط  انظروا للفارق الاقتصادي بين الأبطال الحقيقيين ونجوم الوهم في عالم الكرة.
ستعِد المؤسسات الرياضية ببرامج وستراتيجيات للمستقبل دعماً للرياضيين ومدربيهم ، كلمات لتطييب الخواطر والإيحاء بالتخطيط والتفكير للمديات الجديدة ، لكننا في حقيقة الأمر شبعنا وأُتخمنا من الوعود والشعارات وكثرة الكلام التي تختفي بعد وقت قصير من نهاية الدورات والبطولات .
الرياضة نهج ودراسة وتخطيط ومسيرة نأمل أن نستفيد منها في حياتنا العامة كي نرمم مجتمعنا ،ومدارسنا، وصحتنا ونذكِّر بما قامت به الصين زعيمة الأوسمة والألعاب الفردية في آسيا والأولمبياد لعلنا نقتدي بها ونسير على دربها  : الصين تفرض قانوناً يُلزم المدارس بتقليل الواجبات المدرسية على الطلاب للحد من الضغوط الدراسية عليهم وتطلب من الآباء  تنظيم وقت أبنائهم ليكون لديهم وقت للراحة بشكل معقول ووقت لممارسة الرياضة وتجنب الإفراط باستخدام الإنترنت، وذلك في سعيها لإنشاء جيل  رياضي صحي نافع للبلد الأول في العالم ،، فهل نتعلم نحن ونجعل الرياضة تنطلق بقوة من المدارس إلى المجتمع إلى الإنجاز والأوسمة ؟!