مظفر النواب والزعيم

ثقافة شعبية 2023/07/13
...

  رياض النعماني

لكي يكون المنطق رصينا يحتاج احيانا إلى شيء من لهب الخيال الذي يمكن ان يتوغل بعقل المرء إلى فضاءات الحقيقة البعيدة.   هكذا علينا أن نستعين بوسائل لم نتعود على استعمالها في طريقة التحليل والمعرفة كي نصل إلى خلاصة ، او كشف ما يضيئ أعماق الظلام والتجربة التي تواطأت واجتمعت لخلق كينونة لا تجد نفسها وتعبيراتها الحياتية إلا في العتمة . يعني " ناس هكذا خلقت من ضوء وعلو وكرامة وفروسية  ومخلوقات افرزتها قذارة ليس الا".
  من هنا نرى ان الانحطاط هو ثابت وجودي لا يتغير في روح الخائن والجلاد، والقبيح لا يطيق وجود الجمال، او مجرد ذكره ولو عابرا في فضاء الحضورأوالتذكر ، كما نشهد دائما ونقرأ احيانا شتم شاعر وقامة انسانية وسياسية وتاريخية استثنائية مثل مظفر النواب الذي عاش حياته كاملة في نار المغامرة ومخاطر المواجهة الشرسة مع الانظمة العربية .
ففي ما يخص العراق كتب مظفر يهاجم  البكر والطاغية صدام الذي كان نائبه" في قصيدته المعروفة "قاضي بغداد"، وفي هجاء الجبهة الوطنية بين الحزب الشيوعي والبعثيين قال:"خل ينطر ثنائي عامر وصدام ، وخل يشوف" وهناك امثلة كثير لا تخفى على
أحد.    
ولو ان الشاعر ليس مطالبا دائما بالشتم المباشر، لأنه يخرج الشعر احيانا عن افقه (الفني - الجمالي ) فان مظفر هاجم - من اجل الناس - الأنظمة الفاشية ، ولم يهادنها اطلاقا.
وأخيرا، سيظل كل قبيح وخائن وصغير النفس  يشتم مظفر النواب ، وكل فضاء تاريخي  وطني شريف كثورة تموز  وزعيمها عبد الكريم قاسم ، وبشتى اللهجات والذرائع.  
لكن لصغار النفوس والقيم والقامة، مآرب ودناءات.