عبد السادة العلي.. شاعر القصيدة الشجاعة

ثقافة شعبية 2023/07/13
...

 سعد صاحب
قصائد الشاعر عبد السادة العلي، لا تنتمي إلا للكتابة الجادة وروح الشعر الصافية، ولا تمثل سوى الهاوية والتوتر والظلال والانحدار المريع، وما يحسب لها شجاعة الاستدارة الضرورية لنقد الرؤيا الخاطئة، وصدق الانفعالات التي تدفعه صوب تخوم الالهام القصوى .( يا شط التعب لا وين/ بضفافك اسنين العمر روجه اتطوف/ سجه الما يعاشرها اثر خيال/ يذلها ترابها وينحصد بيها الشوف/ عليها امشابك الوحشه/ عشك جرف الشريعه وشبكة المشحوف ).

بوح
هذا البوح الرائق اللطيف، هو مجرد شعرلا غير منزه عن الدوافع الانانية، وأبسط ما نقول عن هذه التجربة المهمة : هي كلمات تفتح أبوابها على الموت والبشاعة والغياب والغزل والموقف والاطياف الغريبة، في لوحات شعرية خالصة تشاكس التبرير وتخاصم
المحاكاة.
(تصد عيني وعليك الشوف/ يتكسر عشب غركان بالعطشه/ تصد ومنجل الحسرات/ ما خله امل بالروح ما حشه/ يشب بيه الحزن عاكول/ تايه بالملح هرشه/ يا ليل الظنون المااشوفن بيك/ مسير المهرة
الغبشه ).

صور فريدة
 أشعار خالية من الزخرف الكاذب، فهي بلا تزويق ولا ألفاظ براقة، فالشاعر شحنها بالصور الفريدة، وما عاد بحاجة إلى طوق ذهبي لتأطير لوحته الرائعة، ولا فائدة من وجود الأطارالمعني بالتفاخر والزينة والبهرجة والمظهر الخادع .( يل منك تظل روحي خلك دخان/ وي ريح السفر زاتوت/ ياخذني جنح طيفك وره الدنيا/ واطك ابغابة الحسبات شجرة
توت ).

زهد
 كتابات زاهدة في المنفعة الشخصية، وليس لها غاية سوى الإبداع، وشاعرها لا يريد الاحراج لنفسه المبتعدة عن هذه الاغراءات الوهمية، والمنشغلة بالانجاز الحقيقي، وبالأثر الشعري الصامد في وجه الزمن .( يظل مغزل صبر روحي/ يلف خيط العمر سكته / وتظل اسنينك الترفه وشيعة موت/ يا سر البجي المنعوت ).
 نصوص عبد السادة العلي اختزال للاوعي العراقي الثقيل، وذلك بمقاربة الاجتماعي والنضالي والنظري والوثائقي والنفسي، فالحقيقة موجودة في الشعر، وقد مثله الشاعر في خير تمثيل، من خلال العنوان واللون والاغواء والصمت والتفكيك .( روجة ماي راكد/ مشت وي الريح حد جيسة الشاطي اتموت/ تشرب وشلة الغبشه وتزت شمسين/للمات اعلى جرفينه الصبح بسكوت ).

أسرار
الموت يعني مغادرة الحياة دون رجعة، وربما هو نهاية لمرحلة من تاريخ العراق المليء بالمتناقضات، والتابوت واحد من معانيه دفن الأسرار في قبر مغلق، والقصيدة رثاء لعزيز مات او قريب استشهد، او اعلان الحداد على علاقة قديمة .( يغسل غربة طيوفك دمع حزنين/ حزن انجومك النزفت ضواها/ وغرك بيها الصوت/ وحزن اسرار ضمها المستحة/ وسدى بجرفها
الموت).

انفعال عاطفي
 عبد السادة العلي يحتفي بالرائع والاصيل، بعيدا عن الانفعال العاطفي والانجذاب الحسي، والجميل نراه بكثرة في المكان الجنوبي، متوزعا ما بين النبات والماء والطيور والاشجار والمشاحيف، وثمة تواطؤ علني بين الشاعر وبين هذه الجماليات .( يلي معاشره اضفافي طبع مشحوف/ كل نظراتج بروحي/ مثل ماي الحياة بكل مسامه يطوف/ يل مزروعه بعيوني مشاتل
شوف).