قدسيَّة عاشوراء

اسرة ومجتمع 2023/07/22
...

سعاد البياتي

لماذا تبكينا واقعة الطف؟  لماذا هذا الحزن الكبير على سيد الشهداء وأهل بيته وصحبه؟ هي أسئلة واجوبتها في القلب والضمير، روحية عاشوراء وما جرى فيها تمنحنا كل عام وتجدد فينا ذلك العزاء الملتصق بنا بشكل أبدي، فليس ثمة مبالغة فلقد استشعرت ذلك التعلق الكبير بالحسين (عليه السلام) منذ الصغر، وتفاعلت مع استعدادات أسرتي لعظمة المناسبة، وكيف كنا نقيم مجالس العزاء النسوية وأرى بكاء النسوة وتفاعلهن مع قصائد الشجن، التي تطلقها (الملاية) واستمر ذلك الحب والتعلق حتى اللحظة، فكانت امي وجدتي يزرعن فينا بذرة ذلك العشق الحسيني ويروين لنا واقعة عاشوراء، ويعلمننا معنى الشهادة والحفاظ على الصلاة وأن أبا عبد الله استشهد لأجل ذلك، وهذا هو دور المرأة في إحياء القيم العليا والثقافة الدينية في نفوس أسرتها، ويرددن أسماء أهل البيت على مسامعنا  لنجعلهن قدوة في سلوكياتنا ومسيرة حياتنا، التي امتدت الى الآن نحافظ على ماورثناه منهن فكرا وسلوكا.
لقد نجحت المرأة في عاشوراء من خلال إقامتها لمجالس العزاء والبكاء على الشهداء وبشكل خاص على سيد الشهداء الإمام الحسين( عليه السلام)، في ربط الأمة بهذه الواقعة على مدى العصور، ومن ثم تخليدها في وجدان وعقل وقلب الأمة والاقتداء بنماذجها وأبطالها، لا سيما الإمام الحسين (عليه السلام)، وجاء الحث على إحياء عاشوراء من قبل الأحاديث الشريفة واقامة مجالس العزاء، ليعمق الارتباط فكريا وروحيا بها ويبقيها حية في النفوس، وما كان لعاشوراء أن تستمر الى يومنا وتزداد حضورا وتوهجا، لو لم تكن مجالس العزاء والبكاء التي أرست قواعدها المرأة في اصرارها  على إحياء الأمر بما يليق بتضحية اهل البيت (عليهم السلام).
ومن الجدير بذكره ولزاما علينا أن نتلمس القبول والإجابة من أغلب الاسر والنساء، اللواتي يحضرن مجالس العزاء أن يضعن في بالهن ما للمناسبة العظيمة من أثر مجتمعي، فيكون الالتزام بالمبادئ الحسينية هي الطاغية على المجلس احتراما وتقديسا لسيد الشهدء (عليه السلام)، من ارتداء الحجاب والملابس المحتشمة، بعيدا عن الزينة والامور التي تفسد العزاء، وتجعله مظهرا لعروض الأزياء وغيرها من الامور، التي لامحل لها في عزاء الحسين (عليه السلام).