الحوار الفريد

اسرة ومجتمع 2019/04/28
...

حسين الصدر 
 
 
- 1 -
حوارات الزوجين – في الغالب- لا تتسم بطابع شعريّ ، وانما تكون طبق الحوارات المتعارفة بين الناس ... يتخاطبون بلغة سهلة بعيدة عن الغموض والابهام ...
 
- 2 -
واذا كانت العادة في حوارات الزوجين ان تكون بالنثر ، فقد تكون أحياناً بالشعر 
وهذا ما نقله لنا التاريخ عن (ابي الدحداح) وأمّ الدحداح 
حين نزل قوله تعالى :
“ من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له اضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسط واليه ترجعون “
البقرة /245
روى انه :
قال ابو الدحداح: فداك ابي وامي يا رسول الله،ان الله يستقرضنا وهو غنيٌّ عن القرض؟
قال : نعم يريد ان يدخلكم الجنّة به 
قال: فاني إنْ اقرضتُ ربي قرضاً يضمن لي ولصِبيتي ... معي الجنّة ؟
قال: نعم 
قال: فناولني يدك ، فناوله رسول الله (ص) يده ، فقال :
ان لي حديقتين احداهما بالسافلة والاخرى بالعالية 
والله لا أملك غيرهما 
قد جعلتهما قرضاً لله تعالى 
قال رسول الله (ص) :
اجعل احداهما لله والاخرى دعها معيشة لك ولعيالك 
قال :فاشهدك يارسول الله اني قد جعلتُ خيرهما لله تعالى 
وهو حافظ فيه ستمائة نخلة 
قال :”اذا يجزيك الله به الجنة “
حوار ابي الدحداح مع ام الدحداح .
انطلق ابو الدحداح نحو ام الدحداح وهي مع صبيانها في الحديقة تدور تحت النخل فأنشأ يقول :
هداكِ ربي سُبلَ الرشادِ 
الى سبيل الخير والسدادِ
بِيني من الحائط بالودادِ
فقد مضى قرضاً الى التنادِ
أقرضتُه الله على اعتمادي 
بالطوع لا مَنٍ ولا ارتيادِ 
إلاّ رجاء الضِعف في المعادِ 
فارتحلي بالنفس والأولادِ
والبرّ لا شكّ فخيرُ زادِ
قدّمه المرءُ الى المعادِ
قالت أمّ الدحداح :
ربح بيعك 
بارك الله لك فيما اشتريت 
ثم أنشأت تقول :
بشرّك الله بخيرٍ وفَرَح 
مثلك أدّى ما لديه ونَصَحْ
قد متّع الله عيالي وَمَنَحْ
بالعجوة السوداء والزهو البَلَحْ
والعبدُ يسعى وله ماقد كَدَحْ
طول الليالي وعليه ما اجترحْ
ثم اتجهت الى البستان الاخر لابي الدحداح
القرطبي /ج2 /181 - 182
وهنا نلاحظ :
ا – الاستجابة السريعة من ابي الدحداح لنداء القرآن والاستعداد الكامل لبذل كل ما يملك 
وهذا هو الايمان الصادق في معطياته العظيمة 
2 - الرحمة والرأفة.