الثقافة الشعبيَّة بين الماضي والحاضر

ثقافة شعبية 2019/04/28
...

عبد الكناني
 
 
 
بالتعاون بين مركز احياء التراث العلمي العربي بجامعة بغداد مع بيت الحكمة - قسم الدراسات الاجتماعية، أقام قسم توثيق بغداد في المركز ورشة عمل تحت عنوان (الثقافة ‏الشعبية بين الماضي والحاضر وآفاق المستقبل) على قاعة المرايا في بيت الحكمة، واشترك في الورشة نخبة ‏من اساتذة وباحثي المركز، إذ ألقت الدكتورة سندس زيدان خلف التدريسية في المركز ‏رئيس قسم توثيق بغداد بحثا مشتركا مع الباحثة امتثال كاظم ‏سرحان التدريسية في قسم العلوم الصرفة بعنوان (الازياء في التراث ‏الشعبي العراقي) تناولت فيه الازياء التي تعد الهوية لكل شعب من الشعوب. وبلادنا بلاد ‏الرافدين تتميز بتنوع الوان واشكال ازيائها وتستمد هذا التنوع من عمق حضارتها التي تعود الى ‏ما قبل آلاف السنين. فضلاً عن التنوع الجغرافي وتنوع المناخ وتعدد القوميات الذي كان ملفتا للانظار في الازياء.
 
تراث الألعاب
واعقبتها الدكتورة احلام محسن حسين التدريسية في قسم العلوم الانسانية بالمركز ببحثها  الموسوم (الالعاب الشعبية في التراث العراقي) ‏تحدثت عن الالعاب الشعبية فناً وتراثاً معاصراً، لا بدَّ من دراسته دراسة علمية ولا بدَّ من تضافر الجهود بين العاملين في هذا المجال لاجل ‏الوصول الى المطلوب من هذه الدراسة وهو حفظ تراث الالعاب في الماضي وربطه ‏بالحاضر، لاسيما انها تختلف من مجتمع لآخر ومن مدينة لاخرى ترتيباً وتسمية ‏ولهجة مع انها في الحقيقة ذات أصل واحد .
 
الهوية العراقية
اما البحث الثالث فكان للباحثة لقاء عامر عاشور ‏التدريسية في قسم العلوم الصرفة بعنوان (العادات والتقاليد البغدادية بين ‏التراث والمعاصرة) تطرقت فيه الى تقاليد واعراف شعبية، إذ يزخر المجتمع البغدادي ‏بالكثير من العادات والتقاليد التي تعكس انماطا سلوكية وابداعات وهي عصارة فكرية ‏وتجربة, وحصيلة تاريخ طويل من التفاعل بين الانسان وبيئته الجغرافية، وهذا ما ‏يدل على ان التراث والتاريخ قادران على الحفاظ على شخصية وهوية الانسان ‏العراقي رغم متغيرات العصر, وقد ظل المجتمع العراقي بصورة عامة محتفظا بتلك العادات والتقاليد التي مازالت راسخة في عقولنا واخذت تتوارث من ‏جيل الى جيل .
 
التراث الثقافي
وألقت الباحثة ازهار الغرباوي التدريسية في المركز قسم ‏العلوم الانسانية بحثا بعنوان (الجهود الدولية المبذولة لحماية الموروث الشعبي) جاء فيه: أطلقت اليونسكو دعوات متكررة منذ ‏سبعينيات القرن الماضي بضرورة تعزيز العلاقة بين التراث الثقافي والتعليم، وكان ‏ذلك إدراكا منها لاهمية الدور الذي يلعبه التراث الثقافي في إعادة انتاج نفسه بصوره ‏متعددة لفائدة الأجيال المقبلة .
واشارت الى سرقة المتحف العراقي بعد تغيير النظام عام 2003 ولثلاثة ايّام متتالية ١٠ و١١ و١٢ نيسان بأنّها أعمال مقصودة لطمس ‏الحضارة العراقية.. وقد تم استرجاع اكثر من ١٣٠٠ قطعة اثرية عراقية حتى الان . 
 
مؤسسات التراث الشعبي
وكان بحث الدكتور علي حداد ‏حسين التدريسي في قسم توثيق بغداد ورئيس تحرير مجلة المورد التراثية بعنوان (نحو منهج اكاديمي لدراسة ‏التراث الشعبي) دعا فيه الى تأسيس منظومة عمل بحثي اكاديمي من خلال انشاء ‏مراكز بحثية وايجاد منافذ جامعية لتدريس مادة الثقافة الشعبية في مختلف الكليات ‏واقسامها بحسب اختصاصها، إذ يتسع أفق الثقافة الشعبية معارف وعلوم مختلفة ‏جسدت ثقافة الفرد والمجتمع الشعبي. وطلب من جميع المؤسسات المعنية بالثقافة ‏الشعبية والتراث الشعبي التي تتوزعها اكثر من جهة رسمية  للتلاقي في اطار مؤسسة واحدة ‏تتولى التنسيق بين تلك الجهات المعنية بالثقافة الشعبية. كما اكد الباحث حداد على انشاء ‏مكتبة متخصصة تتوفر فيها كافة الدراسات البحثية والبحوث.
 
الحفاظ على المروث
بقي أن نقول إنّ هذه الورشة التي تخللتها نقاشات وملاحظات وتعقيبات من الحضور والتي تعاون في اقامتها مركز احياء التراث وبيت الحكمة تعد مبادرة مهمة في هذا المجال خرجت منها افكار ونقاط تؤكد على اهمية الحفاظ على الموروث الشعبي بكل صوره؛ لانّه يعد هوية الامة وتراثها من جانب. ولاجل ان لايشعر او تشعر الاجيال باغترابها وسط التحديات المعاصرة وفي مقدمتها العولمة..