سرور العلي
تشكل شريحة الشباب عنصراً فعالا في الثورة الحسينية، لما تتميز به من حماس ونشاط وقوة، وقيامها بمختلف الفعاليات المهمة في شهر عاشوراء، كتقديم واجب الضيافة للزائرين، وإنشاء السرادقات في الشوارع، والأهم من ذلك أنهم صناع التغيير، وقادة البلدان نحو الأفضل، والتحرر من العبودية والظلم، ذلك ما تهدف له الثورة، وما جاءت به من مبادئ لنشر المساواة والعدالة.
المعلم حسين علي أشار إلى أن كربلاء معركة لم تتنه بمقتل سيدها الأول الإمام الحسين (عليه السلام)، بل هي واقعة ابتدأت في لحظة الشهادة التي أرخت ولادة الثورة، وهذا يعني أن أجيالا كثيرة بدأت تستلهم قيم ومبادئ تلك الثورة، التي ظلت حاضرة على مر العصور، وشبابنا سباقون في التعلم منها، وكانت هذه القيم موجودة بقوة في أكثر من موقف، أهمها بالتأكيد الاندفاع البطولي في مقاومة الإرهابيين، وانخراط آلاف من الشباب دفاعاً عن الأرض والعرض، ما يؤكد لنا أن شباب العراق جعلوا من الأمام الحسين (عليه السلام) قدوة ونبراساً
لهم.
من جانبها ترى الشابة سارة عدنان أن نساء الثورة الحسينية هن قدوة في القوة والصبر وتحمل المصاعب، ويمكن لشابات اليوم استلهام تلك المبادئ، وإتخاذها كنهج للسير عليه في بناء الأسرة، والتعامل مع الآخرين، ومواجهة التحديات والشدائد، وأخذ جميع حقوقهن من دون خوف، وتحمل المسؤولية.
ولفت الطالب الجامعي أحمد كريم إلى أن الثورة الحسينية ستبقى شعلة متوهجة، وخالدة في قلوبنا، والسير على نهجها للنهوض بالأمة، وإنقاذها من الظلم والفساد.
التربوي اياد مهدي عباس بيّن أن الصراع بين الحق والباطل قديم قِدم وجود الانسان على هذه الأرض، وما زال قائما وسيبقى ما بقيت الحياة، فعبر اختلاف الازمان أخذ هذا الصراع أشكالا متعددة، وصورا مختلفة، ومن بين أبهى هذه الصور الخالدة التي قارعت الباطل، وأكثرها تجليا في اهدافها واستمرارية في عطائها هي ثورة الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) ضد طغيان وجور بني امية، وضد استعبادهم للانسان، وانتهاكهم لحرمته، إذ امتازت هذه الثورة بميزات انفردت بها عن غيرها من الثورات، ولعظمها وأهميتها في مسيرة العطاء الانساني اخبرنا النبي الأكرم (ص) عنها، قبل وقوعها بخمسين عاما، فتحدث (ص) عن حجم التضحيات التي ستكون فيها، والدماء الزكية والأرواح الطاهرة التي ستزهق من أجل إعلاء كلمة الحق، وتصحيح مسار الأمة، لذلك لم يذكر لنا التأريخ أنموذجاً ماثلا للعيان على امتداد التجارب الانسانية.
كما حدثنا عن ثورة الطف وتضحيات الإمام الحسين واهل بيته، واصحابه الكرام في هذه الثورة، التي وقعت في العاشر من محرم الحرام من العام الحادي والستين للهجرة، فجاءت الأخبار عنها وعن قائدها، وتفاصيل أحداثها ومكان وقوعها من قبل رسول الله، الذي لا ينطق عن الهوى، كي يهيئ لها أسباب البقاء والخلود، مهما طال الزمان، وكي تكون مشعلا تنير دروب الثائرين ضد الظلم والفساد في كل مكان وزمان، مهما كانت قوة الظالمين، وشدة بطشهم، لذا كانت الثورة الحسينية بمدلولاتها القيمية هي امتداد لثورة الاصلاح المحمدي، ومنها تستمد زخمها الانساني الخالد، لذا قال النبي "حسين مني وأنا من حسين".
مضيفاً "وعلى الرغم من تنوع الفئات العمرية التي شاركت في نصرة الإمام الحسين في هذه الثورة، الإ أن للشباب المؤمن الدور الغالب في تركيبة الجيش الحسيني، وكان جلهم من أبناء الإمام وأبناء أخيه وعمومته، وأبناء أخته، هذه الثلة المجاهدة والصابرة أصبحت في ما بعد نبراسا للأجيال القادمة، في التصدي للظلم، والوقوف مع الحق ضد الباطل والطغيان مهما كانت قوته وجبروته، فكان تصدي شباب العراق وشيبه للهجمة البربرية الداعشية، التي استهدفت العراق بمختلف مكوناته وأطيافه، خير دليل على استلهام روح التضحية من ثورة أبي الأحرار الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس، وأهمية هذه الثورة الخالدة في شحذ الهمم، والأخذ بأسباب النصر، فكان النصر حليف المؤمنين الصادقين.