سرور العلي
يوثق وضاء عبد الكريم العمري من محافظة ذي قار، بكاميرته أهم اللحظات والقضايا، ووجوه النسوة والفتيات والأطفال، أثناء تجواله في معظم مدن العراق، وبدأ منذ العام 2014 بإمكانيات بسيطة جداً بكاميرا «كودك فيلم»، وعمل بها سنتين، برحلته في التصوير الفوتوغرافي، إلى أن تمكن من توفير مبلغ مالي، لشراء كاميرا حديثة، وهنا كانت انطلاقته الفعلية، وكانت أول صورة له للقمر تمرُّ من أمامه طائرة، وأخذت تلك الصورة صداها في الانتشار، ما أعطاه الحافز بالاستمرار في هذا العالم المليء بالأحداث، كما أن والدته تقدم له جميع الدعم والتشجيع.
وأشار إلى أنه تمكن من تطوير مهاراته وإمكانياته من خلال موقع «يوتيوب»، الذي يعتبر مصدرا لكل باحث عن معلومة، وحاول تصوير كل شيء يشاهده، وبالممارسة المتواصلة نجح في تحقيق مرحلة الاحتراف، ومن التحديات التي واجهته هي غلاء أسعار المعدات، التي تصل لآلاف الدولارات، لكنه تجاوز هذا التحدي بكاميرا بسيطة، إضافة إلى أنه واجه كلام الآخرين، وانتقادهم له بقولهم، إن مجال التصوير ليس به مردود مادي، بالإصرار والعزيمة على تحقيق حلمه بأن يصبح مصوراً ناجحاً.
صورة وقصة
يمثل لي التصوير بصيصا من الضوء في عتمة المكان، ولا التقط الصور عبثاً، فكل صورة بالنسبة لي تمثل قصة من الواقع الذي نعيش فيه، وتنقل معاناة
أصحابها.
وفي سؤالنا له عن أهم اللحظات، أو المواقف الإنسانية التي مر بها أثناء رحلات التصوير، أجاب: «الكثير من المواقف وأهمها صورة الحاجة مدلولة، التي تبلغ من العمر 100 عام، التقطت مجموعة من الصور لها، وعندما سمعت حكايتها أجهشت بالبكاء، لأن لديها ابنا وحيدا استشهد قبل 6 سنوات بأحد الأحداث الإرهابية، وإلى اليوم لا تعلم باستشهاده، لأنها فاقدة للذاكرة والبصر، ودائماً تنادي باسمه، وهذا من أصعب المواقف
جوائز
شارك العمري بالعديد من المعارض والمهرجانات، وفاز بالكثير من المراكز ومنها، جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، للتصوير الضوئي بمحور وجوه الأطفال بعمل «أميرة القصب»، فاز لسنتين متتاليتين بجائزة التصوير الفوتوغرافي، التي أقامتها الجمعية العراقية للتصوير، وبالمركز الثالث بجائزة فؤاد شاكر للتصوير الفوتوغرافي، وبمسابقة مهرجان «حبيب الله الدولي»، حصل على المركز الثالث، وبالمركز الثالث أيضاً بمسابقة العتبة العباسية، مهرجان الإمامة الدولي الأول، وفاز بالمركز الأول في مسابقة الأسود والأبيض في مدينة القطيف السعودية، وحصل على أكثر من 200 شهادة
تقديرية.
وبشأن الصورة التي بقيّت عالقة في مخيلته أوضح أنها صورة «أميرة القصب»، لطفلة من أهوار جنوب العراق بقضاء الجبايش، فهي صاحبة الفضل بحصده ثلاث جوائز، ومن أهمها جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم في الإمارات، من بين 3500 حول العالم، وطبعت صورتها بأكثر من 35 معرضا داخل وخارج العراق، وتم اختيار صورتها كغلاف لأحد الكتب.
دعم وتحفيز
يسعى إلى توثيق والتقاط كل ما هو جميل في مدن العراق، ونقل الحضارة والتراث ومعاناة الناس إلى الآخرين، والمشاركة بصورهم في المحافل الدولية، بقوله «بالإرادة نصنع المستحيل»، ويرى أن المصور الناجح، هو من ينقل كل ما تراه عينه بصدق وأحساس، من دون تزييف للحقائق، لأن من خلال الصور يحدث التغيير الإيجابي.
وختم العمري حديثه بالقول: «نحن كمصورين نبذل قصارى جهدنا من أجل نقل الشيء الجميل من بلدنا، لذلك نتمنى لو نحصل على دعم من الجهات المختصة، أو إعطاء مكافأة للمصورين، الذين يمثلون العراق في المعارض الدولية، لتحفيزهم والاهتمام بإبداعاتهم.