زهير الجبوري
يبدو أن مسألة الحديث عن الواقع العراقي الآن تمتد إلى مساحات واسعة ولا يمكن تحديدها، بخاصة اذا ادركنا أن وسائل الاتصال (الميديا) قد تعددت وكثر استخدامها، ولا أدري كيف يمكن السيطرة عليهافي الوقت الذي تكثر الملاحظات على البلد وعلى سياسته وعلى الأزمات التي تظهر عيانيا عبر هذه الوسائل
في الحقيقة أثارتني كثيرا قضية بعض برامج الفضائيات وحلقاتها، التي تتناول واقع البلد في جميع مجالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والحديث فيه جرأة كبيرة من قبل الأطراف المحاورة، منهم من ينتمي إلى فئة معينة من الأحزاب، ومنهم من يعارض ذلك ومنهم من يتحدث وهو (مغترب) خارج البلد، ومهما كانت النتائج التي يتفق عليها الجميع أو التي يتخاصم عليها، لا بد من وقفة مهنية نشير إليها، وقفة تنطوي على الإشارة إلى سمعة بلد له جذره التاريخي والحضاري، ولعل الأزمات التي نعيشها هي أزمات تأخذ على عاتقها المزاج الفكري والأيديولوجي لبعض الأحزاب، وهي تفصل ما نلبسه، وفق ما يمتلكه البلد من خيرات منبسطة على راحاتهم..
إن كثرة الحديث عن ثوابت يطلبها المواطن العراقي، في حقيقتها (تفاصيل صغيرة)، فلو قُدّر للكهرباء ان تستقر وتلبي الحاجة، هذا يعني أن الكثير من المشاريع للقطاعات الخاصة تشتغل وتمتص البطالة، ولو قُدّر فتح الاستثمار وتنشيط المشاريع السياحية، لأصبحت للبلد مساحة واسعة في جذب العملة وفرصة للعمل لشبابنا، ولو قُدّر توزيع ثروة البلد بين مشاريع السكن وخطوات الزراعة والتنمية، لاكتفى البلد من حاجاته من دون الاستيراد، وغيرها من التفاصيل التي يتمناها الأنسان العراقي ان تتحقق..
مرّت علينا في الأيام الماضية ذكرى استشهاد الأمام الحسين (ع) وقنوات الفضائية تفتخر أن عدد الزائرين يزداد كثيرا، وهو أمر طبيعي لأن القضية الحسينية خالدة ومعبرة للعالم بأجمعه، لكن الذي يحيي هذه الذكرى الخالدة والتي تعبر عن عشق جميع الناس من مسلمين وحتى مسيحيين وغيرهما من الأديان، أن توفر لهم الأجواء الكافية من طاقة كهربائية ـ مثلا ـ، أو الأحساس بهم أنهم يبحثون عن عيش يلائم طموحاتهم ممن لم يمتلك فرصة عيش ملائمة، والا لِمَ التباهي في ذلك؟.
ككل، تبقى مسألة إنقاذ البلد من أزماته في اطار التداول وما نتمناه من اصحاب الشأن أنَّ (التفاصيل الصغيرة) قابلة للتنفيذ، مثلما حصل للدول الشقيقة (الخليجية)، حين أصبحت بين فترة وأخرى النموذج، الذي يتمناه كل انسان شرقي أو عربي بوجود بنى تحتية وبيئة سليمة للعيش والاستثمار، وجاء هذا من فعل خيرات بلدانهم.