تظليل السيارات.. فرحة أفسدتها الرسوم الباهظة

استراحة 2023/08/06
...

 الصباح: نافع الناجي


حتى وقتٍ قريب، تم منع تظليل السيارات في العراق بسبب الدواعي الأمنية، لكنه عاد بعد ذلك بأجورٍ ثقيلة جداً تتراوح ما بين مليونين ونصف المليون إلى خمسة ملايين دينار، لكن المعادلة غير متوازنة، فإذا كان الأمن مستقراً، فالأولى أن يتاح التظليل للجميع دون أجور، وإن كان غير ذلك فينبغي منعه منعاً باتاً دون استثناءات أو موافقات خاصة.

يقول الخبير صفوان قصي “سمحت التعليمات الأخيرة بتظليل المركبات بنسبٍ محددة، من المفترض ألا تتجاوز الخمسين بالمئة، في خطوةٍ اعتبرت ذات أهدافٍ اقتصادية تجبي موارد مالية للوزارة”.

وأضاف “هذه النافذة هي إحدى النوافذ، التي من الممكن أن توفر ما لا يقل عن مئتين وخمسين مليار دينار سنوياً، إذا ما تم ادارة الموضوع بطريقة الحماية للشخصيات، التي ممكن أن تتعرض إلى المخاطر، وكذلك النساء اللاتي يتعرض بعضهن الى المضايقات”. 

وينظر البعض الى السماح بتظليل زجاج السيارات من جانبٍ إنساني، لا سيما مع موجة الحر القائضة التي تشهدها البلاد خلال فصل الصيف الحالي، والتي تجاوزت 50 درجة مئوية خلال شهري تموز وآب، فيقول المواطن خليل خير الله “يعد التضليل حالة حضارية بالنسبة لدول العالم المشمسة، وكأنموذج على ذلك دول الخليج المجاورة”، مستدركاً “لكن لم نلاحظ أي مراعاة للحالات الإنسانية وللمواطن محدود الدخل، من خلال الأجور والرسوم الباهظة المعلن عنها”.

ولفت خير الله إلى أن “المواطن البسيط صار أمام خيارين، فإما دفع رسوم تعجيزية أو البقاء تحت رحمة الشمس اللاهبة على عكس البلدان الأخرى، التي أنصفت القوانين سائر المواطنين على درجةٍ متساوية، وطالب مواطنون أن يعاد النظر في تلك الرسوم، وأن تشمل الرحمة طبقة البسطاء والكسبة وعدم إعطاء الأولوية للكسب المادي

فقط.