رغد واللعب في الوقت الضائع

آراء 2023/08/07
...

  يونس جلوب العراف
في سعي منها للعب في الوقت الضائع، أعادت رغد ابنة المقبور صدام أكذوبة انتساب أبيها لآل البيت "عليهم السلام "، محاولة استغلال المناسبات الدينية من أجل تلميع صورة الطاغية وإضفاء هالة من القدسية عليه، متناسية أن العراقيين قد رموا أسرتها إلى قاع مزبلة التاريخ ولايرغبون مجددا رؤية من وضعهم في دوامات الحروب المجانية المتكررة.
هذه المتصابية المغرورة ما زالت تتباهى بأنها ابنة المقبور، ولذلك نشرت عبر حسابها على "تويتر" شهادة مزورة عن نسبها، تبين أنه يعود إلى الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهي شهادة نسب "كارتونية" صادرة عما يسمى "الاتحاد العالمي لنقابات الإشراف"، علما إن الواقع يشير إلى أن المقبور منسوب لشخص اسمه حسين مجيد "مخصي" كمحاولة لإنقاذ شرف العائلة، كون أمه صبحة أنجبته من سفاح أي دون زواج شرعي، ولم يعلن عن أبيه الحقيقي خوفا من الفضيحة، وهذا لم يعد خافيا على احد في ظل انتشار الانترنت في البلاد والاطلاع على ما نشر عن أصل ولديها الحقيقي، الذي كشفت إحدى الدراسات عن أصله الهندي.
فات المغرورة التي كسرتها عملية إسقاط نظام أبيها أن العراق وبعد عقدين من الزمن قد تغيرت بنيته الاجتماعية، وان أكثر من كان يؤمن بالمقبور ويؤيد حكمه قد سكن المقابر، وأن الشباب الحالي يبحث عن حياة خالية من العنتريات الفارغة لوالدها، التي قادت العراقيين إلى أتون حروب مجانية خاسرة، وأسهمت في قتل الملايين وبددت ثرواتهم التي صرفت على الأسلحة والتجهيزات العسكرية، وبقي المواطن العراقي يعيش في دوامة العيش والحرمان في سنوات الحصار الاقتصادي، الذي كان هو الآخر نتاجا لحكم الطاغية المقبور بعد مغامرته الفاشلة في احتلال الكويت، والتي أدت إلى تدمير الجيش العراقي بصورة
كاملة.
رغد التي تحاول بشتى الصور تلميع صورة أسرتها تناست أن مثل الشهادات يمكن عمل الكثير منها مقابل دنانير معدودة، في أي محل من محال الطباعة في شارع المتنبي، وفي خلال دقائق، فكثير من النصابين وأصحاب منظمات المجتمع المدني، كالتي أصدرت شهادة النسب هذه يعملون على اصطياد المغفلين من الأغنياء بمثل هذه " الكلاوات"، ويبدو أن المغرورة ليس لديها علم بهذه المنظمات الوهمية المخادعة أو أنها حاولت ذلك من باب إثارة الانتباه إلى وجودها، وهي محاولات فاشلة وخارج نطاق تغطية القبول الشعبي بحكم التاريخ الأسود لوالدها.
كان الأحرى برغد التي لم ير العراقيون أي رغد في مدة حكم أبيها الإجرامي أن تعي أن قطار القبول الشعبي لها ولعائلتها المجرمة، قد فات موعده مما يوجب عليها الاختباء خجلا من جرائم أبيها التي ملأت الآفاق، فكل بيت عراقي يريد الثأر منها ومن والدها، الذي تسبب بالاحتلال الأمريكي للبلد، وجعله مسرحا للتدخلات الخارجية والأطماع
من جيرانه، حتى أصبحنا نشاهد ونسمع أن هناك من يريد قضم أراض عراقية وضمها له، ولكن يبدو أنها تعمل على طريقة إذا لم تستح فافعل ما شئت، وتلك والله هي الحقيقة، التي لا يغطيها غربال التزوير مهما دارت الأيام، لذا عليها الإدراك أن حكم مباراة عائلتها مع الشعب، قد أطلق صفارة النهاية معلنا نهاية الوقت بخسارة صدامية وأن التفكير باللعب في الوقت الضائع، لن ينفع شيئا ولن تستطيع تسجيل هدف الحضور في القلوب مجددا مهما فعلت من
ألاعيب.