محنة الأولمبي

الرياضة 2023/08/15
...

خالد جاسم

نحرص جميعاً على أن يكون منتخبنا الأولمبي في كامل الأهلية والجدارة في صناعة استحقاقه المتميز في الظفر بإحدى تذاكر التأهل إلى مسابقة كرة القدم الأولمبية في باريس 2024، مع أنَّ الوقت يتطلب تحضيراً مكثفاً وعالي المستوى لهذا المنتخب ليكون بكامل الجاهزية للحدث الآسيوي الذي سيواجه فيه منتخبات مختلفة الجودة والمستوى على مستوى القارة في التصفيات الحاسمة التي تستضيفها الكويت في النصف الأول من أيلول المقبل خصوصاً وأنَّ المجموعة السادسة التي يلعب فيها منتخبنا تحتضن الكويت ( البلد المضيف ) وتيمور الشرقية وماكاو وهي ليست بالمجموعة الصعبة ومن ثم فأن إمكانية التأهل تبدو قائمة مقارنة بالمستويات الفنية للمنتخبات الأربعة . وهنا ومع كل ما تقدم يبدو أنَّ الكابتن راضي شنيشل في موقف لا يحسد عليه عندما وصف تحضير فريقنا بالمتواضع الذي لا ينسجم وأهمية الحدث وهو لم يخف امتعاضه من عدم توفر معسكر تدريبي خارجي واحد في الأقل بعد أن تجددت محنة الإجراءات الإدارية العقيمة وحرمت كتيبة شنيشل من السفر إلى مصر للمعسكر التدريبي المهم نتيجة عدم الحصول على تأشيرات الدخول، وهي معضلة مزمنة ومتجددة تعانيها منتخباتنا مع أنَّ الأمر يتحمله اتحاد الكرة أولاً وأخيراً ، إذ ليس من المنطق أو الحكمة أنَّ المنتخب الوطني الأول يسافر إلى إسبانيا وهي ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي ( الشينيكن ) بكل ماتحمله إجراءات السفر إلى أي دولة أوروبية من تعقيدات ويفشل اتحاد الكرة في تأمين تأشيرات سفر المنتخب الأولمبي إلى مصر التي تعيش مع العراق ربيعاً سياسياً معروفاً برغم أن المتسرب من معلومات يشير إلى تأمين تذاكر السفر إلى مصر قبل معرفة مصير تأشيرات الدخول في مفارقة غريبة لكنها ليست جديدة وتفصح عن قصور إداري صريح  ..وتتقافز هنا أسئلة واستفسارات مريبة لم يكلف أي شخص ( معتبر) في اتحاد الكرة نفسه في تفسير ماحدث وترك قارب المنتخب الأولمبي يبحر إلى البصرة كمكان بديل للمعسكر التدريبي ..نعم ربما خيار البصرة هو صالح لتشابه الظروف المناخية القاسية بين المدينتين ( البصرة والكويت ) لكن التقاعس وعدم الاهتمام في الجوانب الإدارية يضع مزيداً من العقبات في مسيرة المنتخب الأولمبي. وعندما أشير إلى تلك الحقائق الصريحة فلأن المصلحة العليا للوطن تقف في طليعة ما نبتغي الإشارة إليه من أخطاء وسلبيات أولاً وحرصاً على المنتخب الأولمبي وسلامة إعداده وحجم الآمال المعلقة عليه ثانياً وحتى لا نخلق بيئة ملوثة بالتفسيرات الملغومة والظنون السوداء لاسيما عندما تمت المقارنة بين ما تم توفيره لمنتخب الشباب مقارنة بالتقصير البائن بحق المنتخب الأولمبي ثالثاً ، ورابعاً كنت أتمنى على الأخ والصديق الكابتن غانم عريبي عضو اتحاد الكرة والمشرف على المنتخب الأولمبي أن يعتذر عن المهمة طالما هو غير متفرغ لها أو قد تكون لديه تحفظات أو ملاحظات أخرى تمنع تواصله الميداني مع المنتخب الأولمبي . ومع ما تقدم كنت أعتقد أنَّ مصلحة الرياضة وكرة القدم العراقية تقتضي من أصحاب العقول الراجحة الترفع عن الصغائر والتفاعل والتعاون ولو بالحدود الدنيا ، وأعني هنا العلاقة بين الأولمبية واتحاد الكرة حيث يبقى الأخير جزءاً من الكيان الأولمبي من حيث الارتباط المهني أو الوظيفي ومن ثم كان عليه اللجوء الى الأولمبية لمساعدته لوجستياً وإدارياً في تأمين ما يمكن تأمينه للمنتخب الأولمبي حتى لو كانت الأولمبية هي المسؤولة عن تجهيز وتوفير المعسكرات التدريبية وغيرها من المستلزمات بعد تأهل الأولمبي إلى الأولمبياد وهو الغاية الأهم والأكبر ليس للأولمبية واتحاد الكرة فقط بل هي حلم كل العراقيين.