كاظم الحسن
ما يحدث في إفريقيا هو تحولات سياسية باتجاه الصين أو روسيا أو بريكست سياسي وعسكري بمعنى آخر صراع يمتد من أوكرانيا حتى إفريقيا والخسارة هنا نفوذ فرنسا، ويعد كذلك نفوذ الغرب الذي أخذ بالانحسار في عدة دول إفريقية، التي حدثت فيها الانقلابات مثل بوركينا فاسو، جمهورية مالي، تشاد، غانا، والنيجر . مع تصدع العلاقات مع الجزائر والمغرب وتونس . القضية ليست مصادفة وآخذة في التوسع والانتشار، إلا أن المفارقة في هذا الانقلاب أن النيجر أصبحت فجأة محط انظار العالم وتعد من الدول الحبيسة، التي تحيطها اليابسة من كل الاتجاهات. البعض يرى قيمتها من خلال اليورانيوم، الذي تعمل المفاعلات النووية عليه، وغيرهم يرون أهمية موقعها الجيوسياسي . فإذا كان هذا أو ذاك فإن الصراع قا ئم ما بين الغرب وروسيا والصين حول إفريقيا، واصبحنا نسمع لأول مرة نغمة تحرير النيجر من الاستعمار الفرنسي.. والملفت للنظر خروج تظاهرات مؤيدة للانقلاب، وتحمل الأعلام الروسية، وقوات فاغنر تصدر تصريحات فيها دعم وموالاة للحكم الجديد في النيجر. السؤال هنا هل فكرة التحرر من الاستعمار سوف تعم إفريقيا وتنتقل إلى آسيا ليكون هناك نظام عالمي جديد مترامي الأطراف؟ لا يمكن السيطر ة عليه أو تحجيمه، لأن بؤر الصراع سوف تتعدد. هذا الوضع قد استشعرت به المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا التي تسمى (إيكوس) ومن المقرر أن يجتمع رؤساء أركان الجيوش لهذه الدول في غانا لبحث الأوضاع في النيجر. وقد تكون هناك خطط للتدخل العسكري وإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى الحكم، وسبق لهذه المجموعة أن فرضت عقوبات على النظام الجديد، الذي يتزعمه رئيس المجلس العسكري في النيجر عبد الرحمن تشياني، وهذا الأخير قد هدد بمحاكمة محمد بازوم بتهمة الخيانة العظمى، بذريعة تخابره وتعامله مع جهات اجنبية. مع العلم أن قادة الانقلاب هم من سمح له بالتواصل مع العالم الخارجي، وكأنه فخ قد نصب له لكي يلصقوا به اتهامات باطلة معروفة الأهداف والنوايا والخطط، وهذه الاساليب ظهرت بعد تهديدات من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا بالتدخل وإعادة الأوضاع إلى نصابها.
وكان رئيس المجلس العسكري في النيجر عبد الرحمن تشياني، قد رفض في وقت سابق العقوبات التي فرضتها (إيكيوس) ردا على الانقلاب العسكري ووصفها بأنها غير قانونية وغير عادلة وغير انسانية. الغريب في الأمر أن من انتخب محمد بازوم لم يخرج منهم من يدافع عنه أو على الأقل تظاهرات تطالب برفض الانقلاب وعودة الرئيس المخلوع الى سدة الحكم، ولكن المفارقة التي حدثت هي أن المؤيدين للانقلاب، هم الذين خرجوا دعما له وكأن الامر قد دبر بليل وهذا ما تشي به الأحداث المتسارعة في بلاد النيجر.