الغاز ومردوداته الإيجابيَّة

آراء 2023/08/20
...

 أحمد كامل السراي 


الغاز أحد مصادر الطاقة، والذي اعتمدته غالبيَّة الدول العظمى كمصدرٍ أساسي في المعامل والمصانع الكبرى، وكذلك كوقودٍ للسيارات لما يطلقه من كميات قليلة من الغــازات الضارة في الجو مقارنة بباقي أنواع الوقود، إذ عمدتْ الدول العظمى عدة مقررات مهمة تدعم الجانب البيئي في العالم بعد ازدياد حالات الاحتباس الحراري على سطح الكرة الأرضيَّة ومردوداته السلبيَّة على حياة الكائنات الحيَّة على سطح الأرض منها استغلال الغــاز كوقودٍ بديلٍ عن باقي أنواع الوقود الثقيل.

العراق لم يكن بمنأى عن دول العالم، إذ تبنت الشركة العامَّة لتعبئة وخدمات الغاز إحدى شركات وزارة النفط العراقيَّة، استغلال الغاز في مشروعين مهمين على مستوى البلاد ولهما أثرٌ اقتصاديٌّ واضحٌ في اقتصاد البلاد، أولهما مشروع إضافة منظومة الغــاز السائل للسيارات، إذ قامت الشركة باستيراد منظومات مصنعة من مناشئ أوروبيَّة معتمدة ومطابقة للمواصفات العالميَّة وبيعها للمواطنين الراغبين بإضافة المنظومة لسياراتهم، إذ بادر أصحاب السيارات بالتقديم على منظومة الغاز خصوصاً أصحاب سيارات الأجرة بدافع سعر لتر الغاز الزهيد والذي يباع بـ ٢٠٠ دينار للتر الواحد، وقلة الأعطال التي تصيب منظومة الوقود، حتى وصل العدد حالياً الى عشرات الآلاف من السيارات التي تعمل بنظام الغاز السائل على مستوى البلاد بعدما لمس المواطن الإيجابيات الكثيرة من عمل السيارة على الغــاز السائل، فضلاً عن منظومة الأمان المرافقة لها، وقد قامت الشركة بتوسيع الورش الخاصة بهذا الشأن وتدريب ملاكاتها، علاوة على زيادة أعداد منافذ الغــاز في جميع المدن العراقيَّة في سبيل تشجيع المواطن على اقتناء تلك المنظومة.

أما المشروع الآخر فهو تأسيس شبكات الغاز للمنازل والمجمعات السكنيَّة والمعامل والأفران وغيرها، إذ الزمت الوزارات العراقيَّة بتأسيس شبكات الغاز للمجمعات السكنيَّة حديثة الإنشاء، وهذا سيسهمُ كثيراً في توفير سبل الراحة للمواطن بتخلصه من الإرهاق والتعب في عمليات استبدال اسطوانة الغاز خصوصاً الساكنين في الأدوار العلويَّة من المجمعات السكنيَّة، فضلاً عن ضمان وصول الغاز لمنازلهم بصورة دائميَّة كما هو معمولٌ به في دول الجوار.

هذان المشروعان اللذان دخلا الخدمة في العراق منذ سنوات قليلة لاقا إقبالاً في الشارع العراقي، وإنَّ اللجوء الى الغاز السائل كوقودٍ أساسي سيسهمُ كثيراً في تحسين البيئة وتقليل ظاهرة الاحتباس الحراري وما يمتلكه العراق من خزينٍ كبيرٍ من الغاز السائل، فضلاً عن استغلال الغاز المصاحب لاستخراج النفط وهذا ما أعلن عنه وزير النفط خلال الأيام القليلة الماضيَّة بإطلاقه جولة التراخيص السادسة الخاصة بـ (11) رقعة استكشافيَّة غازيَّة في عددٍ من المحافظات، وهذا سيضمن نجاح جميع المشاريع المتعلقة بالغاز وسيكون له مردودٌ اقتصاديٌّ يخدم البلاد بصورة عامَّة.