الخروج عن نصّ خطاب الكراهية

آراء 2023/08/20
...

 يونس جلوب العراف 


عندما ترى أنَّ الحكومة تتوكأ في مشيها على عكازٍ قديمٍ متهرئ فإنَّها ستكون مجبرة على تلقي الانتقادات من سائر الناس؛ لكونها لم تقدم ما هو مطلوبٌ منها من واجبات هي في الأساس وجدت من أجلها، لذلك يتصاعد ضدها خطاب الكراهية ويكون التذمر منها سيد الموقف، وهذا لا يمكن نكرانه أو مسحه من ذاكرة الأيام.

لا يمكن الخروج عن نصّ خطاب الكراهية من قبل الشعب إلا عندما يشاهد المواطنون قيام الحكومة بالسعي إلى تقديم ما يحتاجونه من خدمات، لذلك ومع تسلم حكومة السوداني مقاليد الحكم شاهدنا المديح لها من قبل مختلف طبقات الشعب كونها رفعت شعار تقديم الخدمات واستطاعت خلال فترة قصيرة إثارة الانتباه إلى عملها، ويعود السبب الرئيس في ذلك الى ملامسة الحكومة لموضع الألم وتحسسها للمعاناة الشعبيَّة طوال العقدين الماضيين على الرغم من أنَّ الحلول الكاملة لأزمات الماء والكهرباء لم تجد طريقها إلى واقع التنفيذ ومع ذلك هناك رضا نسبي على الحكومة.

العراقيون يعرفون أنَّ الحكومة ستواجه الكثير من المعرقلات في عملها، والسبب في ذلك هو عدم وجود رؤية مستقبليَّة لبعض الكتل السياسيَّة المكونة للحكومة بشأن أثر تقديم الخدمات على تحسين سمعتها في الشارع العراقي كونها بعيدة عن طرق الوصول إلى قلوب الناس ولا تعرف الوصول إليها، بل كل همها هو الحصول على مصالحها الفئويَّة وهذه الكتل ربما لن تجد لها مكاناً في الخارطة السياسيَّة العراقيَّة المقبلة.

المرحلة الحاليَّة هي فرصة لتعديل المسار لجميع الكتل السياسيَّة حتى لا يستمر خطاب الكراهية موجهاً ضدها، والخدمات هي أولى خطوات التعديل، وعلى حكومة السوداني الاستمرار في تقديم الخدمات والتغلب على المشكلات التي تعترضها، ففي ذلك فرصة لفرض الاحترام لها ورفع القبعة إعجاباً بعملها، لا سيما أنَّ الموازنة العامَّة للدولة هي الأكبر في تاريخ العراق ولمدة ثلاث سنوات، الأمر الذي  يجعل الوزارات والدوائر الحكوميَّة قادرة على طلب تخصيصات كافية من الحكومة لتنفيذ مشاريعها وإكمال المتلكئ منها وفي المحصلة النهائيَّة يكون عملها مرضياً للجميع شعباً وحكومة، ففي هذه الحالة تكون قد عبرت نهر الأزمة باتجاه ضفة النجاح وهذا سهل الحدوث فالأموال إنْ استثمرت بالشكل الصحيح ومع توفر النيَّة السليمة ستكون هي الحلول الناجعة لكل معضلة والمستقبل كفيلٌ ببيان من هو نافعٌ للبلاد ومن هو المعرقل لطموحات الشعب.