د عدنان لفتة
بعد معاناة طويلة وإهمال لا حدود له، وجد المنتخب الأولمبي أخيراً فرصة للاستعداد الحقيقي لتصفيات آسيا الأولية لأولمبياد باريس عبر خوض أولى مبارياته التجريبية مع منتخب السودان الأولمبي الذي ظهر متواضعاً عاكساً ظروف بلاده الأمنية والسياسية القاهرة .
تجربة مفيدة للمدرب راضي شنيشل ولاعبيه أعطت دفعة معنوية للفريق خاصة بعد نهاية النصف الأول المكلل بأربعة أهداف جميلة ،وأداء متوازن ، وتراجع الأداء في النصف الثاني مع توالي التغييرات وشعور البعض بالاسترخاء نتيجة ضمان النتيجة والفوز وهو ما دفع الأولمبي السوداني إلى تسجيل هدفين مستثمراً النقص العددي في تشكيلة فريقنا جرَّاء طرد كابتن الفريق زيد تحسين الذي عليه الانتباه جيداً وعدم تحويل الحماسة والثقة التي يملكها إلى عامل سلبي باحتكاكات قوية لا مبرر لها يدفع الفريق ثمنها، الذكاء الميداني في استخلاص الكرة وإبعاد الخطر عن مرمانا من دون الحصول على بطاقات ملونة أو ارتكاب أخطاء في مناطق خطرة تهدد شباكنا.
فائدة المباريات التجريبية تكمن في أخذ الدروس والعبر من حالات مماثلة لما حصل مع المدافع الشاب المتمكن زيد الذي يمثل وجوده نقطة قوة للفريق وقيادته لبناء جدار دفاعي متين .
كثرة الكرات الخاطئة كانت واضحة في الشوط الثاني وهو أمر يعود إلى تسرُّع اللاعبين واندفاعهم للفوز برضا وقناعة الجهاز الفني، وهو مايجب أن يعمل المدرب على تلافيه مع اللاعبين كي نتمكن من إظهار كرة سريعة جميلة باحثة عن أفضل الجمل التكتيكية واللمحات الفنية المعززة لقوة تشكيلتنا قبل خوض غمار التصفيات الآسيوية الصعبة لكونها تمثل صراعاً للفوز بالمركز الأول مع الكويت المستعدة بمعسكرات ومباريات أكثر من فريقنا وحاضنة للمباريات على أرضها وبين مشجعيها للعودة من الباب الكبير لبطولات آسيا بعد خيبات طويلة رافقت منتخباتها الوطنية والأولمبية والشبابية والناشئين.
المهم في هذه المرحلة الاستقرار على التشكيلة الأفضل القادرة على تقديم كرة عراقية جميلة في تصفيات الكويت وضمان صدارتها للتأهل اإلى التصفيات الآسيوية النهائية في الدوحة العام المقبل.
التجارب الثلاث المتبقية للفريق مع السودان واليمن وعمان رافدة للمنتخب الأولمبي في الكشف عن الأخطاء والثغرات لبناء منتخب قوي فعال يحمل طموحات كرتنا ، ولابد للمدرب أن يمنح الفرصة لجميع الأسماء المختارة للوقوف بعناية على مستوياتها وتطورها من أجل الوصول إلى تشكيلة تضم أفضل الكفاءات من المحليين والمحترفين قبل تصفيات الكويت. الحضور الجماهيري لم يكن قوياً وهو أمر طبيعي متوقع لتزامن المباريات مع أجواء الزيارة الأربعينية وانشغال أغلب الشباب فيها ولم تسعف إجراءات الاتحاد المتأخرة في جعل الدخول مجانياً لإنقاذ الموقف لمدرَّجات ظهرت خاوية في زواياها المختلفة.
الاأهم في رحلة الأولمبي أننا ننتظر فريقاً ناجحاً بكل الجوانب الفنية، البدنية، المعنوية، التربوية ، يضع العراق نصب عينيه ويذوب الجميع في كيان الفريق الواحد المتعاون المتماسك الراسم لطموحات كرتنا في تشكيل منتخبات قوية عامرة بالمواهب وقادرة على التعبير عن مستقبلنا المشرق باذن الله..