بين التنظير والتطبيق

الرياضة 2023/08/24
...

علي حنون
الجميع يعتقد في فلسفته وتعاطيه مع مختلف الوقائع أنه قادر على رسم معالم واضحة لطريق النجاح والظفر في النهاية بالغايات التي ينشدها، وسيراً في هذا السبيل، هناك من يَمدح باستمرار وهناك من جُبل على القدح غالباً، لكننا - في الختام - لسنا معنيين بالمشهد الفني، الذي هو من صميم تخصص الجهاز الفني..لذلك علينا أن نحترم من يعنيه الأمر بالدرجة الأولى، لكل منا دور وليس عليه التدخل في شأن لا يتعلق بواجباته، فالتنظير يسير لكن التطبيق عسير وليس من الصواب الركون الى مفهوم أنّ النجاح دائماً أسير إمكانات المدرب وحده وإنما هناك شركاء مهمون في بلورته، أول خطوة في سبيل التوفيق هي وجود الإدارة المُحنكة، التي تكون قوية القرار ومُنصهرة الرؤية في بوتقة الفلسفة الجماعية حتى أن من يقف على قراراتها يعتقد أنَّ الجميع هو شخص واحد وهو من يُدير الأمور ويقود الشؤون، إدارة لا تختفي خلف ظلها، إدارة واضحة قادرة على امتلاك ناصيتي القرار والمال.

الإدارة هي من تُعيّن المدرب ومن خلال تمكنها من غطاءي القرار والمال، يعمل المدرب على توفير الأدوات، التي بها يُقارع وفيها يَعتد ويُقاوم، لا تركزوا على تصريحات المدربين وانظروا الى عمل الإدارات ووضوحها في العمل وسياسة إدارة الملفات..لماذا دائما الإدارات هي صح والمدربون على خطأ؟!، يقيناً أنها فلسفة منقوصة وغير واقعية، يقول الخبير الفني الدولي أرسن فينغر: إنَّ (المدرب عليه 10 خطوات في إصابة النجاح ونسبة 90 % تقع على الأدوات) أي اللاعبين، ما يعني أن التعاقدات تكون حسب المتوفر من المال ولا يُمكن أن تكون باستمرار العملية خاضعة لرؤية المدرب أو رغبته، لأنه يختار أفضل ما يُعينه فيه المال المُتاح، وليس الأفضل فنياً، وهذه حقيقة علينا التعاطي معها بواقعية وشفافية حينما نأتي على موضوعة التعاقدات واختيار اللاعبين، الذين قد يكون بينهم من هم أقل اهتماماً من قبل الجمهور وأقل قيمة فنية من الأسماء الكبيرة.

غالباً ما تعكس تعاقدات الأندية رؤيتها حول الموقع، الذي تجتهد ليقف عنده فريقها في نهاية المطاف، وللسير في هذا السبيل حتما ستكون الرؤية هي ولادة طبيعية لأفكار المدرب، الذي ينشد من خلال التعاون مع الإدارة، بناء فريق يُمكنه من مُقارعة الفرق الأخرى وتحقيق أفضل النتائج ولإصابة هكذا غاية لابد من الاعتماد على أدوات تُعينه في بلوغ مُبتغاه وهي (أي الأدوات) تُمثل الركيزة الفنية، التي يعتمد عليها المدرب وتدعمها الإدارة من اجل خلق الأجواء الفنية المثالية للنجاح، سوى ذلك التعاون والتلاقح في تسويق وجهات النظر وبلوغ ضفة شاطئ التعاون، فان التوفيق سَيبتعد والفشل سَيقترب، ولن تكون هناك نجاحات تفرض حضورها على الساحة طالما أنَّ الرغبات الشخصية هي التي تقود مقاليد الأمور، ومزاجية بعض من بيدهم الأمر، هي من ترسم معالم الرحلة التي يرغب الجميع بالوقوف على تفاصيلها.