تعج المحيطات بآلاف من الفيروسات القادرة على التكيّف مع البيئات المختلفة، ويصل عددها نحو 200 ألف مجموعة فيروسية، بحسب دراسة جديدة.
وعثر باحثون على فيروسات بحرية، بعضها على عمق 4000 متر، في مناطق مختلفة تتوزع بين القطبين الشمالي والجنوبي.
وعلى الرغم من أن غالبية هذه الفيروسات لا تضر البشر، فإنها تؤثر في الحياة البحرية، إذ أنها قد تصيب الحيتان والقشريات، على سبيل المثال.
وبدأ العلماء مؤخرا في فهم طبيعة الدور الذي تلعبه هذه الكائنات المجهرية في دورة الحياة بالبحار والمحيطات.
ووضع باحثون من جامعة ولاية أوهايو الأميركية خريطة عالمية للفيروسات البحرية اعتمادا على عينات من مياه البحر حصلوا عليها من 80 موقعا مختلفا حول العالم. وكشفت الإحصاءات عن وجود أعداد هائلة من الفيروسات تفوق التقديرات السابقة بنحو 12 مرة.
وكانت المفاجأة أن تقسيم الفيروسات جاء في خمس مجموعات فقط، وفقا لموقعها والعمق الذي توجد فيه.
فيروسات قد تحافظ على بقاء الإنسانية في المستقبل.
وقالت الباحثة آن غريغوري، من جامعة كو لوفين في بلجيكا: “عندما فحصنا جينات الفيروسات في كل تجمع، وجدنا أدلة على التكيف الجيني للفيروسات في المناطق المختلفة من المحيط”.
أما المفاجأة الثانية فكانت أن المحيط المتجمد الشمالي يحتوي على الكثير من أنواع الفيروسات. في حين أن الاعتقاد السابق كان يشير إلى أن خط الاستواء سيكون النقطة الساخنة للتنوع الميكروبي.
تنتشر الفيروسات في مختلف محيطات العالم، ومع ذلك لا نعرف الكثير من المعلومات عن تأثيرها على المحيطات.
وكان من بين الاكتشافات السابقة، فيروسات بحرية “عملاقة” يمكن أن تصيب الطحالب الخضراء.
ويحتوي لتر ماء البحر على مليارات من الفيروسات، ولا يزال معظمها مجهول الهوية.
وتحظى المعرفة الجيدة بفيروسات المحيطات بأهمية كبيرة، نظرا لتأثيرها على الميكروبات البحرية الأخرى، بما في ذلك البكتيريا والفطريات.
وتؤثر الفيروسات في جميع الكائنات البحرية الصغيرة الأخرى، مثل العوالق التي تنتج أكثر من نصف الأوكسجين الذي نتنفسه كما أنها تمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو.
وقال ماثيو سوليفان، وهو من جامعة ولاية أوهايو: “ بدون الميكروبات، ستتوقف الحياة على الأرض وفي المحيطات وستتوقف أجسام البشر”.
وأضاف: “ مختبرنا يساعد الباحثين على التعرف على هذه الفيروسات الخفية التي تصيب هذه الميكروبات”.
ونُشرت الدراسة في دورية سيل (الخلية) العلمية. وجاءت معظم بياناتها من رحلة “تارا” لاستكشاف المحيطات (2009-2013)، التي قامت بها بعثة على متن المركب الشراعي “تارا” والذي يبلغ طوله 36 مترا ومصنوع من الألومنيوم.