حميد المختار
شاعر عراقي ظهر بعد سقوط النظام السابق ، استطاع بفترة وجيزة ان يثبت حضوراً ملموساً ويكون وسط زملائه الشعراء في الوسط الثقافي وبين المدعوين في مهرجانات الشعر في العراق وخارجه ، هذا الشاعر صاحب الشخصية الحية المحبوبة الذي تألفه الروح ويحن له الوجدان ويفتح طريقاً له ليدخل في القلوب مباشرة ، يكتب وليد القصيدة الكلاسيكية – ويصر على هذا النوع من الشعر على الرغم من انه يكتب الشعر الحر ايضاً ، لكنه حسب علمي لم يكتب قصيدة النثر بينما يتألق هو بشكل جلي في كتابة القصيدة العمودية كما لو كان بدوياً هائماً في صحرائه يحدو بجماله نحو آفاق مفتوحة متسعة لكبر وجوده وتوق روحه العاشقة للتحليق عالياً مع الاحلام التي تشبه عصافير الافنان العالية التي تزاحم الغيم ، استطاع وليد ان يحتل جانباً كبيراً من نفسي واهتمامي حتى صارت العلاقة عائلية معه ، وكنت في معظم الاحيان قاسياً عليه في نظراتي الى ما يكتب فيغتاظ لكنه كثيراً ما يلجأ الى المزاح الذي يداري من خلاله زعله واعتراضه ، ثم انتقلت لي عدوة المزاح هذا وصرت امازحه كثيراً غاضاً النظر عمن حوله من الاصدقاء وكان يتألم ويكتم ولا يعترض حتى ايام مهرجان المربد الاخير ، حيث اعترض بشدة على مزاحي وزعل فتبعته لانني لم اصدق ان وليد سيزعل علي لانني آمازحه ، روحه الجميلة الشاعرية التي هضمت روح الشعر ذاته انتفضت بالحب قبل الغضب وصارت تجول وتصول كما لو كان معتلياً ناصية المنابر الشعرية وهو يتلوقصائده العصماء ، أحببته واحببت شعره القريظ الذي ظل مخلصاً لقوافي حياته وابيات احلامه وشطري روحه وجسده ، انه صاحب الفخامة اللغوية والسيادة الادبية رغم انحسار هذا النوع من الشعر اللهم الا في المهرجانات فقط ، لكننا نراه متألقاً حيياً ممتلئاً حباً وشغفا وجمالاً ورغبة في الكتابة والسير في دروبها التي تتسع حينا وتضيق أحياناً كثيرة ، لكنه ابداً لا ولن تثنيه عن عذوبته الشعرية أي من محن الحياة او معرقلاتها ، بل انه يوظف كل تلك المحن سواء الواقعية المعاشة منها ام الماضية والمدونة في متون التاريخ ويحولها الى قصائد حية تنبض بالحياة وتتألق وهي تقطع طرقها الوعرة الى الاسماع ومنها الى القلوب ، وليد حسين طاقة شعرية منسية من قبل النقاد والمتخصصين ، اتمنى على نقادنا ان يلتفتوا الى الطاقة الشعرية لهذا الشاعر وان يقرأوه خصوصاً في الاعمال الشعرية الكاملة والصادرة عن
دار الرافدين ..