النساء في لوحات المستشرقين.. بلا فرشاة وزيت

اسرة ومجتمع 2019/05/04
...

قحطان جاسم جواد 
أكثر من 24 لوحة رسمت بطريقة الرسم الرقمي المطبوع على خامة الكنفاس 80 في 60. عرضتها الفنانة والاستاذة في كلية الفنون الجميلة هند السامرائي، في معرضها الذي اقيم في المركز الثقافي البغدادي، وكان المعرض يحمل عنوان”المرأة في لوحات المستشرقين” وهم الذين زاروا العراق سابقا وكتبوا عنه وصوروه بكاميراتهم . وكانت لوحاتها تدور حول قضية المرأة ،لاسيما المراة والازياء التي كانت ترتديها انذاك . 
وهذا المعرض الشخصي هو الثالث للفنانة السامرائي. وقد جاء اختيارها لهذا الموضوع حسبما تقول هند لانها مولعة على نحو غريب بهذه اللوحات لانها تخفي بين الوانها اشياء كثيرة. منها قصص عدة نقلت الحياة المترفة التي كان يعيشها العراقيون والعرب بالامس البعيد، كما تخفي حضارة كانت شاهدة على تقدم العرب
 وتطورهم.
 
رسم بلا فرشاة وزيت
 واضافت السامرائي ولانني امرأة فمن الطبيعي ان اركز على المرأة التي رسمها الرسام المستشرق في تلك الفترة، وهو يقدم الانبهار فيها وبجمالها وازيائها وعملها سواء كانت امرأة حرة او جارية . لذا جاءت تسمية المعرض بالمرأة في لوحات المستشرقين. والجديد فيه انها لم ترسم بالزيت او الاكليريك او ما شابه ذلك بل كانت رسوما رقمية متطورة طبعت على الكانفاس.
 
الرسم بالأفكار
 وتضيف: وقد فكرت كثيرا كيف اوصل ما اريد للمتلقي و المتذوق؟ فتوصلت الى نتيجة هي ان نقل الصورة كما هي بلا رتوش...من الوان وحركات. لن يضيف شيئا للعمل الفني.لذا فكرت باضافة لمساتي الخاصة عبر التجديد وطريقة التقديم، حتى لايدخل المشاهد الكريم الى قاعة العرض وهو يرى اشياء مكررة ومستهلكة اعتادتها العيون في المعارض السابقة، وبما انني مصممة اضافة الى كوني فنانة تشكيلية واحسب عليهم، قررت ان ارسم افكاري ببرامج الرسم الرقمي الخاص، وابسط تلك الطريقة لكي يفهما المشاهد، عبر اختصار معدات الرسم من فرشاة ولوحة والوان وزيوت كل ذلك داخل شاشة الحاسوب. وهذا بالتاكيد يعتمد على جودة البرنامج ومهارة الفنان.
 
دعوة للخروج عن التقليدية
واضافت: انا متأكدة ان ذلك لايرضي الفنانين الاخرين وربما يهاجمونني ويستنكرون هذه الخطوة، واعتبره شيئا طبيعيا، لان كل جديد في العالم لابد من ان يواجه رفضا ومتاعب اول الامر، وسرعان مايبدأ بتقبل الامر تدريجيا، وادعو عبر صحيفتكم الكريمة الى الخروج
 عن قالب الرسم التقليدي ومسايرة التطورات الحاصلة في هذا الميدان في كل العالم، وهذا التطور غير معني بالرسم حسب، بل ان تقنية الفنون الرقمية اقتحمت كل الميادين كالموسيقى والسينما مثلا، وحتى المسرح وكثير من تفاصيل عمله كالسينوغرافيا مثلا باتت تقدم عبر تطور الفن الرقمي.
 
خصوم يجهلون
واوضحت الفنانة السامرائي المشكلة اليوم التي نعاني منها هي اننا نحارب مانجهله ولا نعرف  عنه سوى الاسم او بعض الاشياء الشكلية، دون التعرف على التفاصيل وطريقة العمل العلمية، مثلا بعض الفنانين لايعرفون استخدام الحاسوب اصلا ومع ذلك تراهم يحاربون خطواتنا، ويعترضون علينا وهم يجهلون القضية برمتها، 
وانا اعرف الكثير من المصممين والمصممات لديهم تجارب فنية رقمية رائعة لكن ليست لديهم الجرأة الكافية  
لعرض نتاجاتهم علنيا، واعتقد ان نجاح معارضي الرقمية سيكون مشجعا لهم وحافزا لدفعهم لتقديم معارض رقمية نوعية 
مستقبلا.
الاحاسيس لا تختلف
 واشارت حول الاحاسيس بالنسبة للرسام الرقمي وهل تشبه احاسيس الفنان الذي يرسم بالفرشاة والزيت؟فقالت: لاتختلف المشاعر والاحاسيس ان لم اقل انها تضاهيها واكثر.بدليل رد فعل المشاهد للوحاتي،فكان يتلمس اللوحة بيده لكي يتأكد انها مطبوعة رقميا وليست مرسومة بالفرشاة!وهذا الامر سيجعلنا نقف امام قضية جديدة هي هل يلغي الرسم الرقمي الرسم الاعتيادي؟ كما بدأ الكتاب الالكتروني يزحف على الكتاب الورقي؟ فقالت لا طبعا لان كل منهما سيبقى وبمنافسة شديدة، ولكل منهما جماله ورونقه، والا كنا الغينا العديد من الفنون الجميلة، واشارت الى انها حاليا تدرس فن الاعلان لطلبتها وفي احد مفاصله تدرسهم الفن الرقمي بالتصميم والرسم، وتشجعهم على استخدام الحاسوب وتعلم فنونه العديدة، وقد خرجت الكثير من الطلبة بهذا المجال وهم يعملون عليه في الكثير من القنوات الفضائية، وللعلم- تقول - ان هذا التوجه لم اتعلمه شخصيا بالكلية التي درست فيها .انما تعلمت ذلك بنفسي وبمبادرات شخصية بحتة ودراسة خاصة عبر الانترنت والكتب، والفنانة هند السامرائي خريجة ماجستير تصميم طباعي من كلية الفنون  الجميلة وتدرس في معهد الفنون الجميلة بغداد/الكرخ. اقامت ثلاثة معارض شخصية وساهمت في العديد من المعارض المشتركة.