إصداران جديدان لسلسلة ما بعد دريدا

ثقافة 2019/05/04
...

 بغداد/ الصباح
 
لجأ الباحث نصير فليح عبر سلسلة (ما بعد دريدا.. فلاسفة وفلسفات معاصرة من القرن الحادي والعشرين) لعدة وسائل تيسر تعامل القارئ مع الموضوع الفلسفي، دون اخلال بدقة الأفكار والفلسفات والمفاهيم. 
 
ألان باديو
وقد بين فليح ذلك، في فاتحة كتابه (ما بعد دريدا.. فلاسفة وفلسفات معاصرة من القرن الحادي والعشرين.. ألان باديو)، بأنه قد تناول في هذه السلسة عدداً من أبرز الفلاسفة والمنظرين في عالمنا المعاصر في القرن الحادي والعشرين، وهي منطقة لا تزال مجهولة وغير مستكشفة فلسفياً، إلى حد بعيد في عالمنا 
العربي. 
كما وقد طرح كلامه بتساؤل، وضعه موضع الأولوية وهو: كيف يمكن تقديم المادة الفلسفية والنظرة المعاصرة للقارئ العربي بطريقة متماسكة، مفهومة وفي المتناول، دون الإخلال بالدقة النظرية المفاهيمية والاصلاحية؟ وذكر الباحث السبب في هذه الأولوية هي الإشكاليات المزمنة التي تواجه القارئ العربي موضوع الفلسفة الغربية لاسيما المعاصرة منها، تقديما وتعريفاً، بحثاً 
وترجمة.
بداية كتاب (ما بعد دريدا.. فلاسفة وفلسفات معاصرة من القرن الحادي والعشرين.. ألان باديو) الذي صدر حديثا من دار ومكتبة عدنان للطباعة والنشر والتوزيع، بـ (57) صفحة من القطع الصغير، كانت هناك إشارات أولية يوضح المؤلف فيها بأن كل الاقتباسات أو النصوص المترجمة، هي من ترجمته وكذلك جميع الهوامش، بينما الت من غير ترجمته فقط وضعها ضمن علامة (-) قبل وضع الترجمة العربية المقترحة 
للعنوان. 
وكانت محتويات الكتاب مقسمة الى عناوين منها (ألان باديو) تناول فيه المؤلف فلسفة باديو عن “ الحدث” والتي هي نفسها من اهم الاحداث في الفكر الفرنسي الحديث. 
وقال “لعل باديو المنافس الوحيد الجاد -لدلوز ودريدا- على ذلك العنوان الذي لا معنى له، ولكن الذي لا يمكن تجنبه، أي (الفيلسوف الفرنس المعاصر الأكثر أهمية ومؤلفه -الكينونة والحدث- وهو بالتأكيد العمل الفلسفي المنفرد والأكثر طموحا وافحاما مما كتب بالفرنسية مذ كتاب سارتر (نقد العقل الجدلي). 
ما بقية العناوين، فكان منها، باديو والاخرين، باديو و” صر الشعراء”، وتحدث المؤلف هنا عن علاقة الفلسفة بالشعر، وعصر الشعراء في نظر باديو، وقال إنه قد صنف من الشعر المرتبط بالتعبير عن الفراغ واللامحدد الكامن في جوهر الكينونة ككثرة غير محدودة. أي أن باديو يقرأ هذا العصر ونتاج شعرائه بالارتباط مع فلسفته التي ترى الكينونة نفسها في طبيعتها النهائية، ككثرة لا نهائية لا يمكن اختزالها، غير متماسكة ولا اتجاه 
لها. 
 
سلافوي جيجك
أما كتاب (ما بعد دريدا.. فلاسفة وفلسفات معاصرة من القرن الحادي والعشرين.. سلافوي جيجك) فكان الإصدار الثاني من نفس السلسلة، وتناول فيها المؤلف نصير فليح الفيلسوف -سلافوي جيجك- الذي يعد من أبرز فلاسفة عصرنا الحالي.
اذ تتنوع اعمال جيجك على طف واسع  من المواضيع الفلسفية والنقدية والنظرية والفنية، بما في ذلك الفلسفة السياسية، والسياسة، وعلم النفس، والدين، والسينما، وعلم الاجتماع، والاوبرا، وكل  هذه تدخل في النص أو الكتاب الواحد، وهو  كثيرا ما يستخدم النكات والطرف للتعبير عن أفكاره وربطها بالواقع الحي، ولا يتردد في تناول مواضيع غير مألوفة مثل ( تصاميم دورات المياه) في بلدان اوربية معينة كفرنسا وألمانيا وبريطانيا، والدلالات الثقافية لذلك، وقد يتنقل فالنص الواحد من نقد أيديولوجيا ما بعد الحداثة، ومفهومها “الذات” في الفلسفة، إلى الأنطولوجيا، والابستمولوجيا، ثم إلى دلالات النكتة عند الرجل الذي يظن انه حبه ذرة ويخاف ان تأكله الدجاجة، ثم يتحول الى الأساس الأخلاقي الذي يعبر عنه احد الافلام السينمائية الهوليوودية، لينتقل بعدها إلى الكشف عن الأسس الفلسفية لحبوب (الفياغرا)، وقد ينتهي بالقيمة الهامة التي يمكن ان تنطوي عليها المسيحية للماركسية، حسب الباحث نصير فليح.