بيروت: جبار عودة الخطاط
من المؤمل أن تجتمع اللجنة الخماسيّة المعنية بالشأن اللبناني على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، لدراسة آخر مخرجات مبادرتها التي يضطلع بمهمتها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، في وقت يشهد فيه مخيم عين الحلوة توسع رقعة الاشتباكات التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وتتابع اللجنة الخماسية المؤلفة من ممثلي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسعودية ومصر وقطر على صعيد وزراء الخارجية، جهودها لمواكبة آخر تطورات الملف الرئاسي المتعثر في لبنان، بينما عجزت المبادرات الداخلية عن إحداث الخرق المطلوب في جدار الفراغ الرئاسي.
ويبدو أن الاتصالات بين التيار الوطني الحر وحزب الله لم تصل بعد إلى مرحلة إنضاج الحلول بعد أن تحدثت أوساط في وقتها عن مقايضة سياسية يقبل من خلالها رئيس التيار جبران باسيل بترشيح زعيم تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة، مقابل إقرار اللامركزية وقضايا أخرى غير أن ذلك لم يترجم على أرض الواقع حتى الآن.
إلى ذلك ارتفعت حصيلة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة إلى ثلاثة قتلى، أحدهم عنصر في حركة فتح، فضلاً عن سقوط العديد من الجرحى، وهذه الحصيلة تم تثبيتها حتى ساعة كتابة التقرير وهي مرشحة للزيادة في ضوء تجدد وتوسع رقعة الاشتباكات صباح أمس السبت لتمتد إلى منطقتي الطوارئ والبركسات في عين الحلوة، كما تجددت الاشتباكات في حي حطين بالمخيم واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف.
في الأثناء عُقد اجتماع في دارة أمين سرّ فصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، حضره رئيس لجنة الحوار اللّبناني الفلسطيني باسل الحسن، وممثّل حركة "حماس" في لبنان، وأمين سرّ فصائل تحالف القوى الفلسطينيّة أحمد عبد .
وجرى البحث، بحسب بيان صادر عن الاجتماع، في "متابعة آليّات تسليم المطلوبين عبر الصّيغة الّتي أُقرّت في هيئة العمل الفلسطيني المشترك، وآليّات تمكين القوّة المشتركة من القيام بالمهام المطلوبة منها لجلب المطلوبين، بصيغة تضمن عدم استمرار الإضرار بأمن وأمان مخيم عين الحلوة والجوار".
وتمّ خلال الاتفاق التأكيد على "ضرورة متابعة الإشراف على تشكيل القوّة المشتركة، وإخلاء المدارس وعودة التّلاميذ الفلسطينيّين في المخيم إلى مدارسهم، باعتبارهم الهدف الأسمى في تأمين حقّهم في التّعليم والحياة، مع التّقدير عاليًا للجهود الّتي تبذلها الجهات كافّة لتثبيت وقف إطلاق النّار، وبخاصة سفارة دولة فلسطين"، كما تمّ التّشديد على "عمق التّفاهم القائم بين الفصائل الفلسطينية كافّة والدولة اللبنانية، في تحمّل المسؤوليّة الوطنيّة، وتأكيد حقّ الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة، وحقّه في العدالة والمساواة ورفع الظّلم
عنه".
وثمن المجتمعون عاليًا "تحمّل الجوار اللّبناني للوضع القائم"، شاكرين لأبناء مدينة صيدا "الجهود الّتي تقوم بها فعاليّات المدينة ونوّابها، من أجل التّكامل معهم في هذا الصّدد".
في غضون ذلك أشار وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، إلى أننا " اقترحنا أنه لليونيفيل حقها بالتحرك في أي مكان ضمن نقطتهم بالتنسيق مع الدولة اللبنانية وذلك بحسب الاتفاق الذي تم إقراره عام 1996 في الأمم المتحدة".
ورأى بو حبيب، في تصريح له أمس السبت أن "المشاكل والحساسيات اليوم تتم عبر الحدود اللبنانية وليست مع اليونيفيل، لذلك يجب علينا ترسيم الحدود البرية وتثبيتها ليكون الجنوب أكثر استقراراً"، وبخصوص زيارته لسوريا، لفت بو حبيب، إلى أنه "لا مشكلة لي مع سوريا، أنا كنت قد زرت دمشف بعد زلزال 6 شباط والتقيت الرئيس السوري بشار الأسد وبحثنا ملف النازحين".