طبخة المنتخب

الرياضة 2023/09/13
...

د عدنان لفتة
لا استقرار هو حال المنتخب الوطني قبل شهرين من بدء تصفيات كأس العالم 2026 وما زالت عمليات تجريب اللاعبين متواصلة من قبل المدرب الإسباني كاساس الذي اختبر نحو أربعين لاعباً خلال المباريات الأربع الأخيرة تحت شعار البحث عن خمسين لاعباً جاهزاً للتصفيات المونديالية.

لا يعرف أحد بمن سنلعب ؟ وبأي تشكيلة ؟ ومن هم الأعمدة الأساسية للفريق، وركائزه ؟ ومن سيبعد من العناصر؟ البعض يقول: إنها خطوة حسنة لانها تذكي المنافسة بين اللاعبين وتحفزهم على تقديم أفضل المستويات  وإن منتخبنا سيربح على المدى البعيد .

الحقيقة أنَّ فريقنا ظهر بلا انسجام في مباراتي بطولة كأس تايلند أمام الهند صاحبة التصنيف 99 عالمياً وتايلند المصنفة بالمركز 113 والخشية أن تتواصل تجارب المدرب واختباراته للاعبين ونخسر فرصة التحضير الجيد للتصفيات بعد مباريات عديدة خضناها على مدى عام كامل.

  لم نقدم الأداء المقنع الذي يرسم الطمأنينة بين أوساط الجمهور !!، رغم أنَّ البعض ظل يواصل لعبة صنع التبريرات قائلين : إنَّ منتخب الهند تطور وهو لديه دوري محترفين ،  وقد تُوج بلقب بطولة جنوبي آسيا لكرة القدم للمرة التاسعة في تاريخه، قبل بضعة أشهر بفوزه على منتخب الكويت بركلات الترجيح 5-4 إثر انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي (1-1)، وان منتخب تايلند أصبح فريقاً لا يستهان به بعد الوجوه الجديدة التي تمثله وسرعة الأداء الموسوم بها أداء المنتخب وان فريقنا عجز عن الفوز عليه يوم أحرزنا لقب آسيا 207 !!

مبررات لا تهدئ من قلقنا فالتطور شأن طبيعي لكل المنتخبات فلماذا لا نتحدث نحن عن تغيرنا من السلب إلى الإيجاب ،لماذا لا نثق بالأسماء الواعدة الحافلة بها تشكيلتنا !!

ما زلنا قبل مدة قصيرة من خوض التصفيات لا نستطيع الجواب على السؤال الرئيس : هل نتمكن التنافس مع أقوياء آسيا ؟ هل نملك منتخباً يضاهي اليابان وكوريا الحنوبية واستراليا والسعودية وإيران ؟، مازلنا لا نملك الإجابة عن مدى الثقة بالمدرب الإسباني ؟ هل يستطيع قيادتنا إلى النجاح في تصفيات كأس العالم وكأس آسيا ؟

احتفل البعض بتتويجنا بلقب ملك تايلند وقالوا: إنه إنجاز جديد يضاف لكرتنا ولكاساس ونسوا أن البطولة ودية ولا قيمة لها على الخارطة العالمية !!،  اغفلوا أننا فزنا بشق الأنفس وبركلات الترجيح وليس بواقع الميدان على منتخبين يمثلان التصنيف الثالث أو الرابع بين منتخبات القارة وليسا من جهابذتها ونجومها !!

 علينا مراجعة ماحدث في بطولة تايلند وأن يحسن المدرب كاساس اختيار التشكيل النهائي ، وبدلاً من البحث عن خمسين لاعباً عليه التفكير بالبحث عن أحد عشر لاعباً مؤهلاً للعب في أقوى تشكيلة لنا تمثلنا في صراعات الزعامة الآسيوية.

المدرب كاساس أمام اختبار حقيقي لإثبات أهليته واستحقاقه كمدرب لمنتخبنا الوطني، الاختبار يكمن في حسن اختيار أفضل اللاعبين القادرين على اللعب لأطول وقت ممكن ويتمتعون بالكفاءة العالية التي لا يشك فيها أحد ، وبعد الاختيار حسن توظيفهم في الأماكن المناسبة لهم ثم اختيار الأسلوب الأنسب الموازي لأدوات فريقنا لبناء منتخب حقيقي يقدم أداءً رائعاً ، عصرياً، يضعنا على خط واحد مع أقوياء القارة ولا يعود بنا إلى الكرات الطويلة المملة والنقل البطيء للكرات ، والتمرير العشوائي وضعف اللياقة البدنية وغياب عناصر التأثير والمرونة في كرتنا !!