منتخبنا..قرار وآراء

الرياضة 2023/09/14
...

علي حنون



يقيناً أنَّ اختلاف الآراء وتباينها، بصدد مُختلف القضايا، ولاسيما تلك، التي تجري في ضفة التعاطي مع وجهات النظر بمهنية عالية مُغلفة بالمسؤولية، لا يعني أننا نخوض في شؤون وشجون لا يمكن الالتقاء عندها والاتفاق بشأنها، وإنما يُؤكد في حيثياته على موضوعة غاية في الأهمية، وهي أننا أصبحنا نمتلك ناصية الحوار الشفاف، الذي لا يعني أصحابه سوى التقييم الموضوعي وبلوغ شواطئ التوفيق، وهي رؤية نرى تفاصيلها - واقعاً - ونحن نتابع وجهات النظر، التي أطلقها ويُواصل نسخها ،في جدار الواقع، عدد من المعنيين من النقاد والمتابعين بصدد رحلة منتخبنا الوطني في منافسات كأس ملك تايلاند الأخيرة، التي حقق الأسود لقبها وحملوا راية التفوق فيها.

وبين الذين وقفوا على مسيرة مُنتخبنا الوطني في البطولة المذكورة، من ذهب إلى أن المستوى الفني لم يرتق إلى الجودة المطلوبة وآخرون وجدوا أنَّ الجهاز الفني لم يُحدد بعد قائمته النهائية للاستحقاقات الرسمية وهي حسب اعتقادهم تُشكل مثلبة فنية، وغيرهم من فضّل تأجيل رأيه وركنوا إلى تأجيله إلى ما بعد بطولة الأردن كونها ستكون البروفة الأخيرة لتحديد مُؤشرات الفلاح في رحلة الإعداد..وبلا ريب فان الأفكار التي طُرحت على طاولة النقاش من قبل المُهتمين هي في فحواها تتخذ من مصلحة الكرة الوطنية عنواناً لها، وقد نختلف أو نتفق مع بعضها، لكن ذلك لا يُشرعن لنا وضعها في خانة عدم المهنية خاصة وأنَّ سوادها الأعظم غايته واضحة ويسعى باستمرار - من خلال هكذا طروحات - إلى تسويق الرؤية، التي تُعبد طريق الإصلاح أمام كرتنا الوطنية.

وفي مُجمل الحال، فان فوز المنتخب الوطني بكأس ملك تايلاند وقبلها بلقب خليجي 25 يدفعنا للنظر بواقعية لفلسفة الجهاز الفني، والتي وان وجد بعض النقاد انه دائم التجريب، فان المنطق يُحتم على الجميع أن يُؤجل بعض تساؤلاته إلى ما بعد بطولة الأردن لأنها ستكون مُتاحة أمامه في أثرها، صورة مُتكاملة وأكثر وضوحاً بخصوص أداء الجهاز الفني والتوليفة، التي يُمكن الاتفاق عليها لتمثيل منتخبنا الوطني في بطولة آسيا وتصفيات المونديال، ونكون عندها منحنا الجهاز الفني واللاعبين كامل الفرصة لتقديم كل منهم أوراق قدراته الحقيقية والوقوف على إمكانية إصابة التفوق في المحطات القادمة.

وعلينا أن نقر ومن باب المهنية، أنَّ كاساس في بطولتي الخليج وكأس ملك تايلاند لم تكن أمامه الخيارات مفتوحة بالكيفية، التي يستطيع معها الثبات على التشكيلة النهائية، مع أننا ومن خلال استقرائنا لرؤيته في البطولتين، انه وضع في حساباته جل أسماء القائمة الوطنية، التي سيخوض فيها غمار المنافسات القارية وتصفيات المونديال وإنَّ الأمر يبقى بحاجة إلى منح الفرصة لآخرين ليكون عادلاً في حكمه النهائي على أداء الجميع وتسمية القائمة بصورة رسمية، خاصة مع وجود بعض الآراء، التي ترى أنَّ هناك لاعبين يستحقون التواجد في التشكيلة وأنَّ المدرب الإسباني لم يهتم لوجودهم، ويقيناً أنَّ المدرب المذكور ينشد من هذا التوجه، أن يُساير المهتمين في بعض رؤاهم وإتاحة الفرصة الأخيرة لمن يستحق من اللاعبين، طالما أنَّ لديهم المستوى الفني المطلوب والرغبة والشغف.