السرطان هو أحد الأمراض الخطيرة والمزمنة التي تتميز خلاياه بكونها عدائية ومدمّرة، كما تتميز بقدرتها الكبيرة على غزو أنسجة الجسم والسيطرة عليها.
وأن هناك بعض أنماط الحياة والأساليب التي يسلكها الانسان تسهم في زيادة احتمالية الإصابة به، حيث ما يعرفه كل إنسان أن مسبباته تقتصر فقط على التدخين والمبالغة في التعرض لأشعة الشمس وممارسة الجنس بطرق غير آمنة.
لكن ما بينته أبحاث أخرى أن هناك عادات أخرى اعتاد الناس على ممارستها ويجهلون مدى خطورتها على صحتهم من بينها استعمال الهواتف الذكية بكثرة، من المؤكد أننا لا يمكننا اليوم الاستغناء عن الهواتف المحمولة حيث أنها أصبحت جزءا من حياتنا، والخصوصية من امتلاك كل شخص لهاتف خاص به وحده ساعدت على انتشاره بشكل كبير، كما أنه يعتبر وسيلة سريعة للتواصل مع الآخرين لا تجد محل أو مكتب أو شركة أو منزل يخلو من الهواتف المحمولة، ولكن تمهل قليلا مع هذا التطور التكنولوجي يجب ألا ننسى أن العامل الأهم والأجدر بالمحافظة عليه هو الصحة، ولذلك وجدنا أنه لزاما علينا أن نلفت الانتباه إلى أضرار كثرة استخدام التليفون المحمول والأمراض التي يتسبب في حدوثها للتقليل من استخدامها، فالأشعة التي تصدرها الهواتف النقالة والتي أصبحت بيد ملايين البشر حول العالم لها علاقة في الإصابة بعدة أمراض مثل الأورام الخبيثة والسكتات الدماغية وأمراض
القلب.
عوامل أخرى
الأسباب المؤدية إلى السهر تتنوّع وتتعدد، إذ أنّ هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر في عمل النواقل العصبيّة في الدماغ التي تلعب دوراً مهماً في التأثير في دورة النوم والسهر، مما قد يؤدي إلى حدوث الأرق.
إنّ الإشعاع المنبعث من الهاتف المحمول من شأنه أن يدمّر خلايا المخ على المدى الطويل، حيث أن الموجات الكهرومغناطيسية والحرارة المنبعثة من الهاتف المحمول تؤدي إلى تلف خلايا المخ وقد تم تصنيف تلك الموجات عالميا على أنها أحد مسببات الإصابة بالسرطان، إلّا أنّه مع ذلك لا تزال هناك بحوث ودراسات إضافية على المدى الطويل لمعرفة تأثير كثرة الاستخدام للهواتف
النقالة.
في حين ربط باحثون آخرون متخصصون في أمراض السرطان واكتشفوا أن الذين يسهرون ساعات طويلة ليلا هم أكثر عرضة للسرطان، وذلك بسبب تعرض أدمغتهم للضوء وافتقادها
للظلام.
لذلك نصح الباحثون بتفادي وجود أي أشعة ضوء طبيعي أو اصطناعي في مكان النوم لأن تلك الخلايا لا تحب الظلام وتنشط أكثر وتكبر بسرعة في النهار، وبالتالي إمكانية الإصابة بالسرطان وانتشاره لديهم تكون بنسب أكبر، حيث تتأثر دورة النوم والاستيقاظ بهرمونَين أساسيّين في الجسم؛ وهما هرمون الميلاتونين (Melatonin)، والآخر هرمون الكورتيزول (Cortisol)، إذ يعمل الميلاتونين والذي يُفرز عن طريق الغدة الصنوبرية (بالإنجليزية: Pineal Gland) على تحفيز النعاس، إذ يتم إفرازه عند وجود الظلام، وكأنّه يعمل على إخبار الجسم بأن وقت النوم قد حان، أما الهرمون الآخر وهو “الكورتيزول” فيتم إفرازه عن طريق قشرة الغدة الكظرية إذ ترتفع نسبة هذا الهرمون إلى أعلى مستوياتها قبل الاستيقاظ مباشرة، وكأنها توقظ الجسم وتنبّهه، كما يعمل الكورتيزول على زيادة الطاقة في الجسم، وذلك استعداداً لأنشطة النهار.
الأسباب المؤدية إلى السهر تتنوع وتتعدد، حيث أنّ هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر في عمل النواقل العصبيّة في الدماغ التي تلعب دوراً مهماً في التأثير في دورة النوم والسهر، مما قد يؤدي إلى حدوث الأرق.
إذ اكتشف خبراء أمراض السرطان من الولايات المتحدة الأميركية أن الخلايا التي تتسبب في هذا المرض لها علاقة بمسألة النهار والليل.
تجنب المخاطر
وينصح الباحثان الأميركيان “سفين هيل” و”دافيد بلاسك” بتفادي وجود أي أشعة ضوء طبيعي أو إصطناعي في مكان النوم، لأن تعرض الدماغ للضوء ينشط خلايا السرطان. كما يجب تفادي انبعاث أي ضوء من الحاسوب مثلا أو أجهزة إلكترونية أخرى في مكان النوم. ويربط العلماء بين الظلام وهرمون الميلاتونين الذي يفرزه الدماغ عندما تكون عيناه في الظلام. ويعد هذا الهرمون المسؤول عن إحساس الرغبة في النوم، كما يساعد على التخلص من الأرق. وبالنسبة للساهرين أو الذين ينامون في غرف مضيئة فإن دماغهم أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بالسرطان، نقلا عن الموقع الصحي الألماني. وإزاء كل ما قيل يظهر جليا أن تعديل نمط حياتنا يجعلنا نعيش حياة أطول وبخطر إصابة أقل بمرض السرطان، ففي 50 بالمئة من الحالات حول العالم يكون السرطان نتيجة عوامل يمكن تغييرها ويمكن إدارتها والتحكم فيها بطريقة تؤدي إلى التقليل من خطر الإصابة.