قراءةٌ في نسبة النجاح

آراء 2023/09/19
...

 د. صالح الصحن 

    

 في قراءةٍ لما أثير من ملامح ظاهرة (انخفاض نسبة النجاح) لدى الطلبة، الذي يعدُّ تشخيصًا رسميًّا جادًّا للحالة التعليميَّة، الأمر الذي نعتقده قد تسبب في هذا الانخفاض وهي ثلاثة عناصر مهمة، أولها الكادر التدريسي ونظام التعليم، وثانيها هو الطالب ذاته، وثالثها هو الظروف العامَّة والخاصَّة المحيطة، اما القدر المتعلق التدريسي، ولا أحد ينكر أن هناك كفاءاتٍ متقدمةً وذات مهاراتٍ عاليَّة في التدريس وفق الأساليب الحديثة بما تستحق الاعجاب والجدارة، اما البعض فهم من أهم العناصر، التي يجب أن تخضع لبرنامج تأهيلٍ مستمر، معرفيَّا وتطبيقيَّا، مع التمسك باكتساب مهارة طرائق التدريس، وفق أحدث الأساليب التقنيَّة الحديثة وتحريم الكلام والأحاديث عن الخصوصيَّات، وكل ما هو خارج عن المحاضرة، والالقاء بأسلوبٍ هادئ وشيّقٍ وأبوي، والتعامل مع الطلبة على أساس الكفاءة مع التركيز على تطوير قابلية الضعفاء، ويفضل تسجيل المحاضرة صورةً وصوتًا، وعدّها من الإرشيف المعرفي، وبما يجعل التدريسي والطلبة أكثر حرصًا على الالتزام بطقوس المحاضرة وهو الخيار الأفضل، مع مبادراته بخلق أجواء المنافسة في طرح الأسئلة، وتجدد المعلومات بين الطلبة، وبالامكان تفعيل دور الأقسام العلمية بتكثيف المتابعة ورصد المخالفات التي تقف عائقًا أمام تطوير الدرس الجامعي، ونرى من المفيد بأن يطلب من التدريسي أن يقدّم خلال السنة الدراسية محاضرةً خاصة بآخر التطورات المعرفيَّة والتطبيقيَّة لاختصاصه، وبما يجعله في متابعةٍ وتواصلٍ دائمٍ مع المصادر، ومع ما يستجد في العالم من متغيراتٍ وإضافاتٍ علميَّة بذات الاختصاص، الذي يجعله متمكنًا ومتجددًا في محاضرته المواكبة للعصر، والتي تحظى بالفهم والإصغاء وتطوير المهارات بالنسبة للطلبة. اعتمادًا على استثمار الوسائل السمعيَّة والبصريَّة والأجهزة والمعدّات التقنيَّة وبأجواء الحرص والتركيز وعدم التشتت.. والتعاون الجماعي لخلقِ أجواءٍ صحيَّةٍ عاليَّةٍ في التعليم.