أزمة الامتحان الوزاري

اسرة ومجتمع 2019/05/07
...

بسمة نوري
 ان الامتحان الوزاري هدفه قياس مستوى طلاب المراحل الابتدائية والمتوسطة والاعدادية في نهاية كل مرحلة دراسية . وهل هم مؤهلون للانتقال الى المرحلة التي تليها ام لا ... وقد زادت بشكل مبالغ فيه منذ اكثر من عشرين سنة ، ومعاهد دروس الخصوصي المسماة بدروس التقوية زادت بشكل ملفت 
للانظار . 
ونتيجة لذلك زادت رهبة هذا الامتحان لدى الطلاب ، فاصبح الامتحان الوزاري هو العقبة لا اقول المميتة ولكن المصيرية والتي ستحدد مصير كل طالب علم يطمح للوصول الى احسن الدرجات في الوزاري لتحقيق حلمه ، وليست المعلومة مهمة بقدر الدرجة التي سيحصل عليها في الاختبارات الوزارية . كما ان القبول في الكليات والجامعات مقاس حسب اعلى مستوى للدرجات بغض النظر عن كمية المعلومات التي 
اكتسبها .
    الصدمة التي يتعرض لها طالب الاعدادية واهله كبيرة جداً ، والحالة النفسية التي يكون فيها كلاهما بعد اجتيازه للامتحان الوزاري تخلق جواً من التوتر والقسوة والانهيار المؤقت . لان الشيء الطبيعي هو التأقلم مع واقع الحال والرجوع الى حالة التوازن ، وستجد الطموحات تتغير والمحاولة لايجاد منفذ للاندماج مع الحياة فهي لا تتوقف بل ستستمر . 
في احدى متابعاتي لدرس من الدروس للمرحلة النهائية للاعدادية وكان على شكل فيديو في احد وسائط التواصل الاجتماعي وجدت ان طريقة التدريس مفعمة بالمعلومات والملاحظات والتوصيات التي تدل على ان هذا المدرس او المدرسة قد امتلك من المعلومات اثناء مراحل دراسته ما يؤهله للدخول الى افضل الجامعات ، وقد تجده مهندساً او محاسباً او يحمل شهادة ليست لها علاقة بالتعليم ، وهي ليست بالمشكلة الكبيرة ، ولكن اتخذ التدريس مهنة له . هل  هذا بدافع تعويض نجاحهم بنجاح طلابهم ؟ ام اتخذوها مهنة  حباً في التدريس ؟   ازمة الامتحانات الوزارية لها منعطفات كثيرة تبدأ من المناهج ثم توفرها وبدون أخطاء ، والصفوف المكتظة بالطلاب وقلة مدرسي الاختصاص ، والوقت اللازم لتدريس هذا المنهج المملوء بالمعلومات ، وفحص الدفاتر الامتحانية بدون أي خلل، وان الأجوبة الامتحانية بايد امينة ، وفوق كل ذلك الاستقرار النفسي للطالب والمدرس والمدرسة التي ستوفر الأجواء لنجاح العملية التعليمية فيها، وأخيراً الشائعات التي تظهر في كل فترة اختبار وزاري التي لا تحقق الا غرض 
المفسدين .
  لا يخلو بيت عراقي من هذه الازمة ( الامتحان الوزاري )  التي لا نعرف من صنعها ، هل نحن أولياء الأمور خوفاً من المستقبل ؟ ام واقع الحال فرضها علينا ؟ 
    كم من شهادة تركت على ارفف الزمان ، واخذت مكانها تدابيرعقل الانسان بتغيير مستقبله ومصيره نحو الأفضل .