{لا خبر» .. القصيدة/ الأغنية

ثقافة شعبية 2019/05/07
...

ريسان الخزعلي
مَن منّا لا يتذكر الأغنية العراقية ذائعة الصيت (لا خبر)؟ هذه الأغنية التي كانت تُذاع على مدار اليوم ولسنوات عديدة من الإذاعة العراقيَّة والإذاعات العربية. اشتهرت (لا خبر) في نهاية الستينيات من القرن الماضي، وأصبحت أغنية العراق الأُولى وكانت هيَ التحية لابنة الجيران أيام المراهقة والشباب، وقد كنّا نتراشق بها من فوق السطوح ووقفات الأبواب 
والشبابيك.
أغنية (لا خبر) بالأساس قصيدة للشاعر العراقي الراحل طارق ياسين، كتبها عام 1964 وضمّتها المجموعة الشعريَّة (خطوات على الماء - 1970) التي شارك بها أيضاً الشاعران عزيز السماوي وعلي الشباني، ولم تتم إجازتها كأغنية – لاعتراضات على غرابة مفرداتها، إلا بجهود الشاعر حسب الشيخ جعفر، إذ كان يعمل في الإذاعة/ القسم الثقافي.
ما سرّ نجاح وشيوع هذه الأغنية؟ إنَّ الإجابة تكمن في قوّة النص الشعري واللحن الجديد والأداء المتمكن، أي في عناصر توليد الأغنية كاملةً.
لحّنَّ الأغنية المطرب الراحل حسين السعدي، وكان متردداً من أدائها بصوته لأسباب فنيَّة تتعلق به، إلا أنه عرضها على المطرب فاضل عواد، وقد تلقفها باهتمامٍ كبير، وكانت سبباً لشهرته وبدايةً لتأسيس انطلاقته الغنائيَّة.
حينما نستذكرُ هذه الأغنية الآن فإننا نستعيد الغناء الأجمل، الغناء الذي يكشفُ عن التحولات الاجتماعية والنفسية وعلاقات الحب، الغناء الذي كُتب بالشعر الصادق، تجربةً وجمالاً فنيّاً، واللحن المبتكر غير المرتكز على إبداع الآخرين، وكذلك القدرة الغنائيَّة والأداء المتمكن للمطرب. وحين نستذكرها أيضاً، فإننا نشير ضمناً الى السهولة والارتجال في أغنية (اليوم)، ما جعلها تمرَّ من دون أنْ تترك وقعاً في الروح والذاكرة، من دون تماسك وانسجام – شعري موسيغنائي في تشكيل متوحد يرتقي بالذائقة الى مصافاتها 
الأعلى:
 
لا خبر، لا چفيّه، لا حامض حلو، لا شربت
گَالوا صوانيكم اشموع انترست
والتمت الحلوات من كل ديره حلوه التمت
واترف اصابع ليلة الحنّه ابعذابي اتحنّت
وانجوم بصواني خُضر للصبح عدكم سهرت، للصبح عدكم سهرت
واگصايب الحلوات عدكم سهرت، ضحكات حلوات إوهلاهل عنبر واخصور تهتز للضوه إو تتكسر، والناس كلهه التمت فد نوب مامش طيب لهنا وصلت. 
لا خبر، لا چفيه، لا حامض حلو، لا شربت.
 
ما تقدّم، هو الجزء الأول من النص قبل أنْ يتحوّل الى أغنية، ويمكن ملاحظة التغييرات التي عملها الملحن استجابةً للتطويعات اللحنية، وهكذا كانت أغنية (لا خبر) شعراً ولحناً وأداءً، صورة لتكامل الأغنية التي تطمح بها الذائقة الأرقى، كي تستمر معافاة..