سعد صاحب
العمل بنظر الشاعر حياة متكاملة، لكونه يحافظ على وجود الناس من الزوال، ويمدهم بالطاقة والحب والأمل والكفاح. والعمال هم بناة السلام، وهم الجنود المتطوعون للدفاع عن الوطن عند الغزو الأجنبي، ولهم دور بارز في الثورات التاريخيَّة الكبرى. من هنا انطلق الشاعر شاكر السماوي ثائراً من أجل المظلومين التعساء، عاكساً ما يدور من أحداث بشعره، بشرط أنْ يبقى محافظاً على روح الجمال، وعدم السقوط في الهتاف الشعري البعيد عن الحس الفني الرهيف، فالشعر كلمات مسحورة وزخرف باذخ المزايا وبيت رائع التصميم.
(وجن شفت روحي تردني شاكر اكثر من جديد/ وجنت شفت جدمي مشاني بالشوارع موعد ونشره وهتاف/ وجن شفت چفي يخطني ع الحياطين بشوارعنه الغفت/ راية تهتف للنفط/ راية تزحف بالشعب/ راية تشمس ع الوطن/ وراية لبنادم يجينه/ من الشرايين المشتنه سطور وشهود وضحايا/ تحجي تكملة الرواية).
إدهاش
الشعر متعة ولذة وإدهاش وفائدة، والسماوي كتب في كل الحقول الإنسانيَّة والاجتماعيَّة والوجدانيَّة والسياسية، وبقدرة فنية عالية، لا يمكن نكرانها لأنها واضحة في كل الأبيات. وازنَ بين الشكل والمضمون والأفكار والصور، بلغة شاعرية فيها الكثير من الأسرار والمعاني الحديثة والاستبطان والخفايا، والغموض المطلوب للارتقاء بالقصيدة إبداعياً، دون المساس بجوهرها، وما تشيع اليه من مظالم تخص الفقراء، وما يتعلق بكل قبيح وجميل في الحياة.
(هامه لاجل الناس تحلم/ بالهرم شفتك هرم/ وانت لسه امي ع الشاشه يخاف/ يعثر بچفه القلم/ وكوخ من دم/ بيه دموع بنادم لسه/ نجوم بضي فانوسك تحلم/ وانت جرحك ع الرصاص/ خطك بدمك قضية/ للخبزه وللطيبة الخشنه/ وللثورة بعالمنه اليغسل دمه بدم).
فطرة
يعطي السماوي للتقنية جهداً هائلاً، من روحه ووقته منذ الشروع الأولي للكتابة، وكان يدري بأنَّ الشعر عملٌ معقدٌ، يبنى تحت هاجس الاندفاع والشك والرغبة والنفور والثورة، ومعرفة أين تكون البداية ومتى ينتهي العمل، وهذا يتطلب المهارة والثقافة والإدراك والوعي والمعرفة، وليس شيئاً متروكاً للصدفة والإلهام والطوارئ والحظ والفطرة والكسل.
(ولو ترسوا دروبك زلك/ شفتك بجدمك على دروبك تفوت/ بوصلة وصاري ومدار/ ولو عشعشت ظلمه بچفن وعمر بسوطه التتار/ شفتك بدمك فنار/ وشفتك اعلى السين كومونه وظفار/ وشفتك بكل بصرة زنجي يركض بدمه النهار).