يعد الخزاف  بيتر فولكوس” Peter Voulkos “  واحد من أشهر الخزافين في الولايات المتحدة الأميركية  حيث تأثر بالاتجاه التعبيري التجريدي الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية وعمل الخزاف الأمريكي على هذا الأساس فشحذ أسلوب بيكاسو في تكديس أشكال التشكيلات المعمولة بدولاب الخزاف و تلوين السطح لخداع العين على وفق رؤيته الذهنية. وقد أعجب بشكل خاص بقدرة بيكاسو على المجازفة و ابتعاده عن السياقات التقليدية , و بدأ فولكوس عام 1955 بسلسلة من الأشكال المجمعة عموديا و أفقيا المعمولة بدولاب الخزاف ، و كذلك أشكال اسطوانية متكتلة , و مترابطة بالطين الفخاري. فقد قام فولكوس بتلوين بعض هذه الأشكال المتعددة بخطوط داكنة لتأكيد أو إخفاء أي نتوءات أو لإضافة دلالات تعبيريه إيمائية , وعكس الخزاف فولكوس من خلال منجزاته الفنية  أسلوب الرسامين الأمريكيين من خلال طريقة تنفيذ أشكاله الفنية متأثرا بأسلوب جاكسون بولوك ( رسم الفعل )  , فمنجزاته الفنية لا تمت الواقع بأي صله وهي تنطلق من الأشكال المجردة ذاتها أي إن الخزاف عمل على تجريد الأشكال المجردة  وصولا إلى القيم الكامنة داخل العمل الفني معتمدا على التلقائية والعفوية والمصادفة من خلال الابتعاد عن التصاميم الأولية للعمل الفني معتمدا على الانفعال الذاتي إثناء العمل.  فتجاهل الخزاف فولكوس الأشكال والتقنيات التقليدية حيث تضمن أسلوبه التلاعب   بخامة الطين لعمل منجزاته الفنية ذات الطابع التعبيري التجريدي , فإن بعض أشكاله قد تم تشكيلها على دولاب الخزاف في الأصل ألا أنه بعد ذلك أعاد تركيب أجزاء العمل وعبر عن أفكاره و مشاعره بقوه و بأسلوب معبر, وأبطل فولكوس الجانب الوظيفي للعمل الخزفي وعامل الطين بأسلوب الرسامين التعبيرين التجريديين المعاصرين فتركت هذه آثاراً واضحة على نشاطه الإبداعي في الوسائل المادية والتقنية للتعبير الفني.