متى نخرج من عنق الزجاجة؟

آراء 2023/09/26
...

جواد العطار

العلاقة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكيَّة ما زالت غير واضحة منذ عام 2011 وحتى الآن... فقبل هذا التاريخ كانت أمريكا قوةً محتلّةً للعراق منذ عام 2003 وإلى توقيع اتفاقية الإطار الستراتيجي التي تكللت نهاية عام 2011 بخروج القوات الأمريكيَّة وجلائها عن كامل أراضي العراق ولو على الورق فقط.

لكن الحقيقة أنِ الأمريكان لم يتركوا العراق وما إن خرجوا من الباب حتى دخلوا من الشباك عام 2014 تحت يافطة التحالف الدولي لمحاربة داعش. ورغم مرور قرابة العقد على ذلك التاريخ وإعلان الانتصار على داعش عام 2017 ما زالت العلاقة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكيَّة غامضة وغير مرسومة بالشكل الدقيق، ولم تستطع أيُّ حكومةٍ سابقةٍ وحاليةٍ من تكييفٍ منصفٍ لهذه العلاقة... هل هي علاقة بين دولتين مستقلتين ذاتي سيادة ؟ أم هي بين تابع ومتبوع، أم دولة قوية متسلطة على
 اخرى؟.
الحديث عن ان العراق تجاوز مرحلة مساعدة الامريكان في التخلص من النظام السابق عام 2003 ما زال غير مكتمل، فالأمريكان يحكمون القبضة على العراق منذ عقدين بشكلٍ مباشر؛ عقد من الاحتلال العسكري وعقدٍ آخر من الهيمنة السياسيَّة والاقتصاديَّة وحتى الاجتماعيَّة بالترويج للأفكار الهدّامة البعيدة عن تقاليدنا، وقرار سياسي عراقي ما زال رهين الموافقة الأمريكيَّة على أبسط الأشياء. واليوم البلد على مفترق طرق مع سياسة خارجيَّة ناجحة وفريق حكومي متجانسٍ قد يستطيع العراق أن يلعب بجميع الأوراق، ويخرج نفسه من عنق زجاجة الدين الكبير للأمريكان المتمثل بإسقاط النظام الذي دفع العراق ثمنه كاملًا من دماء أبنائه أنهارًا طيلة العشرين سنة الماضية، ومن أمواله أطنانا ومن ارضه مساحاتٍ
وموانئ.
نعم الفرصة مواتية الآن أيَّها الساسة، فبعد أحداث سوريا وتدخل الروس والحرب الأوكرانية وتململ الصين في ازمة تايوان، فإن القرن الحالي لم يعد أمريكيًا بامتياز، وقد تتعدد أقطابه بأية لحظة، وهي فرصة مناسبة للضغط على الأمريكان والحصول على مكاسب تضع العراق في منأى عن السيطرة الأمريكيَّة الكاملة على مقدراته وقراره
وثرواته.