حسين علي الحمداني
اللاعنف رسالة يجب أن تصل للجميع لتشكل ستراتيجيَّة للتعامل مع كل شيء، من أجل طرح المشكلات والصعوبات والحلول في الوقت نفسه، ولأهمية هذا خصصت الأمم المتحدة يوم الثاني من تشرين ألأول من كل عام يومًا عالميًّا للاعنف والذي يتزامن مع ميلاد المهاتما غاندي، زعيم حركة استقلال الهند ورائد فلسفة واستراتيجية اللاعنف القائمة على رفض العنف الجسدي من أجل تغيير اجتماعي أو سياسي، وهو الأسلوب الحضاري السائد في أغلب دول العالم، التي قطعت شوطا كبيرا سواء حكومات أو شعوب من أجل تحقيق ذلك، لذا نجد أن البروفيسور جين شارب، وهو باحث كبير بشأن المقاومة اللاعنيفة، يقول"إن العمل اللاعنيف هو أسلوب يستطيع به الناس الذين يرفضون السلبية والخضوع، والذين يرون أن الكفاح ضروري، أن يخوضوا صراعهم بدون عنف. والعمل اللاعنيف ليس محاولة لتجنب أو تجاهل الصراع. بل هو استجابة لمشكلة كيفية العمل بفعالية في مجال السياسة، لاسيما كيفية استخدام القدرات
بفعالية".
وبالتالي نجد إن التعبير عن رفض سياسة ما لا يتطلب استخدام العنف سواء الجسدي أو اللفظي، بقدر ما يتطلب تعبيرًا صادقًا عن ذلك، سواء في الاعتصام أو الإضراب أو التلميح المباشر، خاصة أننا نجد أن بعض عمليات التظاهر في بعض دول العالم، لا سيما في المعامل تتمثل بوضع شارة حمراء على اليد، تدلل على الاحتجاج مما يجعل الرسائل تصل بسرعة وبطريقة حضارية، وبالمقابل نجد أن الحكومات الديمقراطية تتعامل مع هذا النوع من الاحتجاجات بطريقة حضارية هي الأخرى والوصول لحلولٍ سريعةٍ ومقبولة من كل
الأطراف.
من هنا نجد أن اللاعنف هو سلاح الأقوياء، كما وصفه غاندي، وهو وصفٌ دقيقٌ جدا، إذا ما أدركنا نتائجه من خلال الركائز، التي يستند إليها وأهمها الاحتجاج الذي يؤدي للإقناع بعدالة المطالب، الحفاظ على السلم المجتمعي وعدم الأضرار بالممتلكات العامة والخاصة، رسم صورة حضارية من شأنها أن تكون ثقافة عالمية من شأنها أن ترتقي بالسلم المجتمعي ولا تعرضه للخطر كما يحصل في الكثير من الاحتجاجات التي شهدها العالم في
تاريخه.
لذا نجد أن ترسيخ ثقافة السلام واللاعنف مسؤولية الجميع، من حكوماتٍ ومنظماتٍ مجتمع مدني ووسائل إعلام وغيرها، خاصة أنَّ مجتمعنا بحاجة ماسة لتطبيق ستراتيجيات اللاعنف وصناعة السلام، الذي ينشده الجميع ويبحثون عنه.