يونس جلوب العراف
لكل لعبة قواعد وأصول وطرق توصل لاعبيها إلى النجاح فيها، لذلك فمن لا يعرف طرق النجاح السياسي الجديدة، عليه الذهاب إلى نافذة الماضي ليرمي أوراقه، التي يعتقد أنها رابحة، فعدم معرفة هذه الطرق معناه أنه يغرد خارج السرب السياسي في الوقت الراهن، كون الملعب الآن لا يتسع الا للمحترفين القادرين على إحراز الهدف المنشود، مع اعلان نهاية الصراع الانتخابي الذي سيبدأ موسمه بعد أيام قليلة من الآن.
النجاح السياسي في المرحلة الجديدة يتطلب من الكتل السياسية إيجاد مواطئ قدم جديدة لها في الشارع العراقي، في ظل أزمة عدم الثقة التي نشأت خلال السنوات القليلة الماضية، وهذا لا يمكن تحقيقه دون رسم خارطة طريق واضحة المعالم ملوّنة بألوان الحقيقة، بعيدا عن التصريحات، التي تحاول تبرير الفشل في المرحلة السابقة عبر ترشيح شخصيات لها مقبولية في الوسط الاجتماعي تشترك في انتخابات مجالس المحافظات، التي باتت على مرمى حجر من نقطة انطلاق صفارة المنافسة في سباق الانتخابات، التي قد تكون بداية جديدة تنسي المواطن ما حدث في عمل مجالس المحافظات السابقة من تلكؤٍ، أدى إلى فشل العديد من مشاريع البناء في بغداد
والمحافظات.
خارطة طريق النجاح السياسي يجب أن تكون ثورة تصحيح لمسار عمل الكتل السياسية، سواء كانت لها قاعدة جماهيرية، أم تلك التي ليس لها الحضور القوي بين جماهير الشعب، كون بعض الجماهير تعاني من الأمّيَّة الديمقراطيَّة، يصعب عليها قبول التغيير في المفاهيم الاجتماعية السائدة، إضافة إلى أن هناك شرائح لديها مصالح مرتبطة بالواقع القائم ولا تريد لبعض الكتل مغادرة المشهد السياسي الراهن، وهؤلاء نسبتهم قليلة لن تؤثر في الواقع العام للانتخابات إن كانت نسبة المشاركة كبيرة.
الحقيقة الكبرى التي يجب أن تكون حاضرة في أجندات السياسيين هي إن الرضا الجماهيري لن يكون بتكرار الوجوه السابقة، التي أكل الدهر من جرف وجودها السياسي الكثير، وليس لديها ما تستطيع ان تقدمه إلى الشعب مهما حاولت لانعدام الثقة فيها من قبل الجماهير، ويجب إبعادها عن مشهد الانتخابات المقبل، حتى لا يتكرر العزوف عن المشاركة في الانتخابات المحلية، التي يريدها المواطن بداية جديدة للعملية الديمقراطيَّة في البلاد.