أ.د.جاسم يونس الحريري
في يوم الاثنين الموافق الثامن عشر من أيلول 2023، وصل محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء العراقي، إلى مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78.
وتعتبر مشاركة السوداني، بأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدأت يوم الثلاثاء الموافق 19 وحتى 23 أيلول2023، حيث بحث قادة العالم عن حلول للتحديات العالمية والمشاركة من أجل تعزيز السلام والأمن، تحت شعار ((إعادة بناء الثقة، إعادة التضامن العالمي، وأهداف التنمية المستدامة)). حدثا مهما في ضوء انفتاح دولي على العراق نتيجة إيفاء الحكومة العراقية بتعهداتها على الصعيدين الداخلي والخارجي ومساهمتها في دعم الاستقرار الإقليمي، وبالتالي كان هنالك تفاعل إيجابي مع هذه المشاركة، وبالشكل الذي يمنح العراق مكاسب مهمة. وهذا دليل على أن المجتمع الدولي ينظر بعين الثقة للحكومة العراقية بأنها راعية لمصالح شعبها، من خلال إطلاق حملات خدمية مستمرة وساعية لتحسين علاقاتها الدولية والإقليمية خاصة بعد نجاح وساطة العراق بإعادة العلاقات بين (السعودية وإيران)، الذي توج لاتفاق التقارب بين الطرفين في 8 اذار2023 في بكين، والوساطة بين (ايران والولايات المتحدة الأمريكية) وكذلك استمرار مساعيه المتفاعلة بالقضايا في الشرق الأوسط وحول العالم وموقفه الداعم لإنهاء الحرب الروسية- الأوكرانية، التي بدات في 24 شباط/ فبراير 2022 بالحوار والطرق السلمية. وأسهمت شخصية السيد السوداني في كسب ود المجتمع الدولي، بعد أن أوفى بالكثير من التعهدات، رغم الصعوبات وزيارته عززت هذه الثقة، واستطاع من خلال إجراءات عملية أن يؤدي واجبه بطريقة واضحة عبر تنفيذ معظم بنود البرنامج الحكومي لحكومته الحالية. ومما عزز من موقف السوداني إعلانه عن مشروع استثماري كبير، سيغيّر من ملامح دور العراق الإقليمي والدولي، وهو مشروع (طريق التنمية)، الذي نال باهتمام إقليمي ودولي بعد أن طلبت عدة دول منها تركيا وقطر المشاركة فيه، فضلا عن العلاقة التي باتت متميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية والدعوة التي تلقاها رئيس الوزراء من الرئيس الأميركي (جورج بايدن)، لزيارة واشنطن ستتوج هذه العلاقة لمديات أكبر على صعيد التعاون الثنائي بين الطرفين العراقي والأمريكي. إن النجاح الذي حققته مشاركة السوداني في اجتماعات الجمعية العامة لم يحصل لولا النجاح التي حققه في داخل العراق من استقرار سياسي حيث عمل على تهدئة الأمور في الداخل وعلى الانفتاح على الخارج، وكذلك التواصل مع الولايات المتحدة الأمريكية، في عدة أمور منها التعامل التجاري، والتنظيم المصرفي للعراق، إلى جانب الانفتاح مع دول الخليج العربي، والدول المجاورة للعراق منها الاردن، وسوريا، والمملكة العربيَّة السعودية، ودولة الكويت بالاضافة إلى علاقته مع ايران.