موسكو : وكالات
كشف وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أمس السبت، عن أنه يتم في الوقت الحالي تجهيز الفوج الصاروخي الأول بالصاروخ الباليستي العابر للقارات "سارمات"، بينما تبادلت واشنطن وموسكو عملية طرد الدبلوماسيين.
وقام شويغو بجولة تفقدية وبفحص التقدم المحرز في أمر دفاع الدولة في مؤسسة "كراسماش"، التي تنتج صاروخ "سارمات"، في مدينة كراسنويارسك بسيبيريا، وأشار رئيس الدائرة العسكرية في "كراسماش" ألكسندر غافريلوف: "تنفيذاً لقرار رئيس روسيا، تم وضع نظام الصواريخ الستراتيجية (سارمات) في الخدمة القتالية".
وأضاف: أن "إعادة تجهيز قوات الصواريخ الستراتيجية في هذا المجمع، الذي سيصبح أساس التجمع الأرضي للصواريخ للقوات النووية الستراتيجية الروسية، تمثل أولوية في ضمان القدرة الدفاعية للبلاد"، وتابع: "حالياً، يتم حل مهمة تجهيز فوج الصواريخ الأول في مجمع (سارمات) في المنشأة الرئيسية لقوات الصواريخ الستراتيجية، وسيتم وضعها في الخدمة القتالية في أقرب وقت".
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية، أنه في المنطقة التمركزية لأحد تشكيلات القوات الصاروخية الستراتيجية، تجري أعمال البناء والتركيب والتشغيل على وحدات وأنظمة منصات الإطلاق ومركز القيادة في المرحلة النهائية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال خلال الجلسة العامة لمنتدى "فالداي" الدولي، يوم الخميس الماضي، إن روسيا ستنتقل قريباً إلى الإنتاج المتسلسل لنظام "سارمات"، ووضعه في الخدمة القتالية.
يذكر أن أول إطلاق لصاروخ "سارمات" الباليستي العابر للقارات تم من قاعدة بليسيتسك الفضائية في مقاطعة أرخانجيلسك بشمال روسيا في 20 نيسان 2022 وتكلل اختباره بالنجاح.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن أول صواريخ إنتاجية من الجيل الخامس من نظام الصواريخ الستراتيجية "سارمات" سيتم وضعها في الخدمة القتالية في المستقبل القريب جدًا.
و"سارمات" المرعب أو صاروخ "الشيطان" بحسب تسمية الإعلام الغربي، هو نظام صاروخي ستراتيجي مزود بصاروخ باليستي عابر للقارات من النوع الثقيل يعمل بالوقود السائل، ويتجاوز وزن الواحد من هذه الصواريخ 200 طن، وتم تصميم المجمع ليحل محل صواريخ "فويفودا" الموجودة في الخدمة مع قوات الصواريخ الستراتيجية.
من جانب آخر، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة طردت اثنين من مسؤولي السفارة الروسية لديها بعد أن طردت روسيا في وقت سابق دبلوماسيين أميركيين من السفارة الأميركية لدى موسكو.
وذكر متحدث باسم الوزارة الأميركية أن المسؤولَين الروسيين اللذين يعملان في الولايات المتحدة شخصان "غير مرغوب فيهما"، وبيّن أن هذه الإجراءات تبعث برسالة واضحة بأن الأفعال غير المقبولة ضد موظفي السفارة الأميركية في موسكو ستكون لها عواقب.
ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن مصدر لم تكشف عنه في وزارة الخارجية الروسية تأكيده طرد المسؤولين قائلاً إن القرار لا أساس له، وأضاف أن واشنطن استغلت طرد موسكو لدبلوماسيين أميركيين في 14 أيلول الماضي "تورطا في أنشطة تجسس"، ونقلت الوكالة عن المصدر قوله: "لسنا مهتمين بالتصعيد، لكن إن استمرت الأفعال العدائية، كالعادة، فسنرد بحزم".
في غضون ذلك، أعربت واشنطن عن انزعاجها من إعلان روسيا اعتزامها الانسحاب من معاهدة حظر التجارب النووية لعام 1996، وهي خطوة أثارت أسف وقلق الأمين التنفيذي للمعاهدة روبرت فلويد.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة "منزعجة" من الإعلان الروسي، وأضاف في بيان: "خطوة كهذه من أي دولة موقعة تعرض للخطر بلا داع العرف العالمي ضد تجارب التفجيرات النووية".
وأمس الأول الجمعة، أعلنت روسيا أنها تدرس الانسحاب من معاهدة حظر التجارب النووية بعد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن ترسانة بلاده النووية.