عصام كاظم جري
تناول مدونو العصر الحديث مفهوم الإيجابيّة ومصطلح الإيجابيّ بشكل مُفرط، وهذا فعل صحي ودليل عافية لا يختلفُ عليه اثنان.
والإيجابيّة هي القدرة على أن تكون واعيًّا بذاتك، وليس بالصعوبة البالغة أن تكون واعيا بذاتك.
ويمكن للمرء اكتسابها وتطوّرها والعمل بها ببساطة ويسر.
إن الانتباه إلى الطريقة التي نفكّر بها هي إيجابيّة، والتصرّف بناء على هذا الانتباه فعل إيجابيّ، فضلا عن دعم الأنماط المختلفة في طرق التّفكير والعمل بها.
والإيجابيّة رصد المواقف، التي نمرّ بها بغية الدقة في فهم الأمور من حولنا.
ولا ننسى أن الوعي بالذات هو انتباه، والانتباه هو محاولة لمعرفة المزيد من حولنا.
والإيجابية الوعي بالذات في تأسيس علاقات أفضل والتحكّم في تلك العلاقات وتنظيمها واتخاذ المهارة العالية في القرارات وتعزيزها والتواصل الفعّال معها. إن التحكّم في المشاعر وتنظيمها إيجابيّة تؤدي إلى المهارة في اتخاذ القرارات الصّائبة. أمّا السلبيّة فهي الافتقار إلى مهارة الوعي بالذات وما حولها. كثير من الناس يشعرون أنهم يمتلكون القدرة الفائقة في معرفة جوانب عديدة من الحياة سواء أ كانت سياسيّة أم اجتماعيّة أم علميّة أم حرفيّة أم ثقافيّة....إلخ وهذه المعرفيات جاءت من إرادة وعزيمة وتصميم واستمرار لاحترام ذاتهم، إن هؤلاء يدركون جيدا لا شيءَ يستعصي عليهم، وكل شيء يستطيعون معرفته، ويدركون أن بعض تصرّفاتهم وتوجهاتهم وسلوكياتهم التي يقومون بها في كلّ مرّة تقودهم إلى نتائج إيجابيّة
فعّالة.
المرء أسلوب قادر على التعبير ليكشف عن نفسه وهويته وجوهره وانتمائه، ولا أقصد هنا لغة الأم، وإنما أسلوب الحوار والمحادثة والتّعبير من بلاغة وبديع ومعان ومجاز وكناية واستعارة، فضلا عن بقية الألفاظ المجازيّة الآخرى التي تجعل سعادته ممكنة، وتبُث في حياته جملة أهداف سامية ونبيلة، ولا بدّ من استبدال الأفكار والرؤى والكلمات السلبيّة، ببدائل أكثر إيجابيّة قولًا وفعلًا وايماءة وحركة ومضمونا. إن ثقافة المقولات الإيجابيّة مهمة ولابدّ من اختيارها بعناية ودقة واستخدمها بمثابة خارطة طريق يكررها المرء مع ذاته حين يدرك أن السلبيّة قادمة نحوه.