صفا صالح: أعمالي تشجّع الآخرين على القراءة

ولد وبنت 2023/10/09
...

 سرور العلي


لشغفها بالقراءة والمطالعة المستمرة، وموهبتها في الرسم قررت الشابة صفا صالح الجمع بينهما بشيءٍ مشترك، وهو صناعة الفواصل التي توضع داخل صفحات الكتب، للمتعة وتطوير مهاراتها الفنية، وخلق عمل جديد ومختلف.

وتشير إلى أن القراءة تشكل أثراً بالغاً بالنسبة لها، وتسعى لغرزها في أشقائها وصديقاتها، وكل من ستكون له علاقة بها مستقبلاً، وهذا ما تطمح بالوصول إليه، والفواصل التي تقوم بصنعها ليست اعتيادية ومطبوعة، بل أقرب للوحة فنية مرسومة بعناية، بالألوان المائية، والإكرليك، والألوان الخشبية. 

وبشأن التحديات التي تواجهها أثناء العمل أكدت “الجزء الأصعب في صنع الفواصل، هو تصغير حجم الرسمة أو اللوحة إلى حجم فاصلة كتب، ما يجعل الرسم أكثر دقة، وأي خطأ بسيط سيشوّه اللوحة، التي هي أساساً ذات حجمٍ صغير، إضافة إلى اختيار الورق يحتاج لمعرفة مسبقة بسماكته».

وفي ما يتعلق بتفاصيل العمل لفتت صالح إلى أن الفواصل التي تصنعها تُرسم على ورقٍ سميك، يتحمل ضربات الفرشاة، والمياة والألوان الثقيلة، ما يجعل قص وقطع الأوراق إلى أحجام متساوية يشكّل صعوبة لها، بسبب سماكة الورق، فضلاً عن أنواع دقيقة جداً من الفرش تناسب الحجم الصغير للفاصلة، والذي يكون في الغالب بحجم 20×5 سم طولا وعرضاً، وهو حجم صغير لرسم لوحة عليه، كما تستخدم الألوان المائية أو الأكرليك، وأحياناً النوعان معاً في فاصلة واحدة، ويستغرق العمل على فاصلة واحدة يوماً كاملاً، لأن تصغير اللوحة المختارة إلى حجم صغير يحتاج لوقت ودقة، وإلا ظهر العمل غير معتنى به ومبتدئ، كذلك تقوم بتزيينها بشريط كالذيل. 

مضيفة “قبل البدء في الفاصلة، فإنني أقوم بمعرفة رغبة الشخص الذي سيقتنيها، وعمّا يحبه أو يلهمه، وأي العبارات يحب، وعندما أنتهي منها يسعد كثيراً، ذلك لأن حصولك على شيء يتضمن ما تحب بشكل لوحة يجعلك تعتني به وتقدره، واعتقد أن الأمر سيبهج أي أنسان يفكر في الحصول على شيء يشبهه، لذا الفكرة كلها في إسعاد من نحب بفاصلة أقرب ما يكون للوحة». وتسعى صالح الحاصلة على بكالوريوس في جامعة الموصل، كلية التربية للعلوم الصرفة، من قسم علوم الحياة، إلى المشاركة بأعمالها بمعارض فنية في جامعة الموصل، ورصيف الكتب في المجموعة الثقافية، وافتتاح شارع النجفي في الجانب الأيمن، ومن هواياتها الأخرى هي ترجمة القصص المصورة، إذ إن الحصيلة اللغوية التي نالتها من القراءة، ساهمت بتقوية قدراتها، والترجمة من اللغات الأجنبية لكلماتٍ عربية فصيحة، وصحيحة لغوياً، وقد عملت عدة مرات في الترجمة بمواقع معيّنة على الإنترنت لترجمة (المانجا والمانهوا) للغة العربية. 

وأشارت إلى أن أسرتها، وصديقاتها قاموا بتشجيعها لنشر الفواصل على منصات التواصل الاجتماعي، وأعجب رواد هذه المواقع بأعمالها، ما يعطيها الدعم للاستمرار، كون فكرة الفاصلة المرسومة غير مطروقة كثيراً مثل الفواصل المطبوعة، كما أنها تقوم بنشر فيديوهات توضح كيفيّة صنع الفاصلة من البداية، لا سيما أن المشاهد يستمتع حين يرى ورقة بسيطة تملأ فجأة بألوانٍ زاهية. 

وختمت صالح حديثها بالقول: “أود من كل فتاة أن تجرّب نشر موهبتها أياً كانت سواء حياكة، رسم، تطريز، صنع إكسسوارات طبخ، تصوير، وسيبدو الآخرون إعجابهم، وربما يكون باباً لرزقٍ واسعٍ لها».