الاحتلال يعوّض هزائمه بقتل المدنيين في غزة

قضايا عربية ودولية 2023/10/10
...

 القدس المحتلة: وكالات

مع تواصل معركة "طوفان الأقصى" التي تشنها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في يومها الثالث على التوالي أمس الاثنين، ولتعويض هزائمها في الميدان شنّت قوات وطيران الاحتلال قصفاً هستيرياً على الأحياء السكنية الآمنة بقطاع غزة أدى إلى استشهاد مئات المدنيين الفلسطينيين.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنّ التقديرات الأخيرة تشير إلى وصول عدد القتلى الإسرائيليين إلى 1000، وعدد الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية إلى أكثر من 150.
وأضافت أنّ من بين القتلى الإسرائيليين 73 جندياً، من بينهم 5 من لواء النخبة "جولاني"، وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تحدثت عن أنّ من بين قتلى "الجيش" قائد الوحدة متعددة الأبعاد في الجيش العقيد روعي ليفي، وقائد كتيبة الاتصالات، ونائب قائد وحدة ماجلان، وقائد سرية، وقائد فصيل في قيادة الجبهة الداخلية، وقائد كتيبة الحوسبة 481، وقائد طاقم في وحدة دوفدوفان.
كذلك، اعترفت "إسرائيل" أيضاً بمقتل قائد لواء "ناحال" (أحد ألوية النخبة الإسرائيلية)، يهونتان شتاينبرغ، خلال اشتباك مع أحد المقاومين الفلسطينيين قرب كرم أبو سالم.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية وجود ضباط كبار من بين المخطوفين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، الذين يبلغ عددهم 150 أسيراً على الأقل، ولفتت إلى أنّ "إسرائيل"، وفي ثالث أيام "طوفان الأقصى"، "لا سيطرة لها حتى الآن على غلاف غزة"، ونقلت عن رئيس مجلس الأمن القومي قوله إنّه أخطأ عندما قال: "إن حماس مرتدعة لـ15 سنة".
بدوره، قال الناطق باسم "جيش" الاحتلال إنه تم تجنيد 300 ألف عنصر احتياط، وهو رقم لم يتم التجنيد بمثيل له من قبل.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ جيش الاحتلال كثّف التنسيق الاستخباراتي والعملياتي مع القيادة المركزية الأميركية.
يأتي هذا التنسيق بعد إعلان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تحريك حاملة طائرات أميركية إلى شرق البحر المتوسط، وقال أوستن، في بيان: إنه وجّه حاملة الطائرات "يو أس أس جيرالد آر فورد" والسفن الحربية المرافقة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، مضيفاً أنه يعمل على تعزيز أسراب الطائرات المقاتلة في المنطقة.
وتعقيباً على ذلك، أكد الناطق باسم حركة "حماس" حازم قاسم، أنّ "إعلان الولايات المتحدة استقدام حاملة طائرات إلى المنطقة لدعم الاحتلال في عدوانه على الشعب الفلسطيني هو مشاركة فعلية في العدوان ومحاولة لترميم معنويات جيش الاحتلال المنهارة بعد هجوم كتائب القسام".وشدّد قاسم على أنّ "هذه التحركات لا تُخيف شعبنا ولا مقاومته التي ستواصل دفاعها عن شعبنا ومقدساتنا في معركة طوفان الأقصى".
وتستمر المقاومة الفلسطينية بعملية "طوفان الأقصى" التي شنّتها صباح يوم السبت الفائت، والتي تخللها إطلاق صواريخ في اتجاه المستوطنات الإسرائيلية وصلت إلى "تل أبيب" تزامناً مع الاقتحام برّاً وجوّاً.
وأسرت كتائب "القسام" عدداً من الجنود الإسرائيليين والمستوطنين من المنتظر الإعلان عن عددهم في الساعات المقبلة.
وأعلنت كتائب القسام استهداف مطار "بن غوريون" الصهيوني بعشرات الصواريخ الثقيلة، رداً على الجرائم المتواصلة واستهداف البيوت المدنية في غزة، الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 500، بينهم  72 طفلاً.
واعترفت وسائل إعلام إسرائيلية بعدّة إنجازات لكتائب القسّام ضمن معركة "طوفان الأقصى" المستمرة، وقالت: "لأوّل مرّة يتم توثيق استخدام حماس مسيرات هجومية على نطاق واسع"، مشيرةً إلى أنّ حزب الله لديه تشكيل أكثر تطوراً بكثير، وأكدت أنّ المقاومين الفلسطينيين تسللوا تحت غطاء القصف الصاروخي إلى "20 مستوطنة و11 معسكراً" وقاعدة لـ"الجيش" الإسرائيلي.
وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ المقاتلين الفلسطينيين اخترقوا السياج الفاصل في 80 نقطة. وقد تسلّل ما بين 800 إلى 1000 مقاتل فلسطيني. كذلك قال محلّل الشؤون العسكرية في "القناة 12" الإسرائيلية: إنّ "حماس" استخدمت أجهزة اتصال لم تعلم بها استخبارات "إسرائيل" أبداً.
ونشرت كتائب القسّام، في قناتها في تطبيق "تلغرام"، مشاهد لطائرة "الزواري" الانتحارية التي دخلت الخدمة خلال هذه المعركة، مؤكدةً أن 35 مسيّرة من هذا النوع شاركت في التمهيد الناري لعبور المقاومين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما وثّقت "القسّام" أيضاً مشاهد اقتحام الكوماندوس البحري التابع لها قاعدة "زيكيم" العسكرية الإسرائيلية عبر البحر.
في المقابل، ولتعويض    هزائمه الميدانية الكبيرة، شن الاحتلال الإسرائيلي غارات كثيفة على قطاع غزة، استهدفت منازل المدنيين وعدداً من المساجد، ونقلت تقارير مصوّرة أنّ جيش الاحتلال استهدف منازل غزة بالفوسفور الأبيض المحرم دولياً.
ووفق آخر إحصاء لوزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 500 مواطن بينهم 91 طفلاً، و61 سيدة، وإصابة 2751 مواطناً بينهم 244 طفلاً و151 سيدة، من جرّاء الغارات الإسرائيلية.
يأتي ذلك بينما أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 123 ألف شخص نزحوا في قطاع غزة، منذ بدء التصعيد، وبالتزامن، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الناطق باسم جيش الاحتلال: "ألقينا أكثر من 1000 طن من المواد المتفجرة".
في سياق متصل، أعلن مكتب إعلام الأسرى، أمس الاثنين، أنّ إدارة سجون الاحتلال تعمل على نقل جميع أسرى قطاع غزة من سجن "النقب" إلى جهة غير معلومة.
وأمس الاثنين، صرّح مصدر في حركة "حماس" لوكالة أنباء "شينخوا" الصينية، أنّ قطر تتوسط في صفقة تبادل أسرى عاجلة مع "إسرائيل"، وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "بدعم أميركي، تسعى قطر لإنجاز اتفاق عاجل يؤدي إلى إطلاق سراح الإسرائيليات اللاتي أسرتهن حماس في مقابل الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية".