دعم عمليَّة طوفان الأقصى البطوليَّة

آراء 2023/10/12
...

  أ.د.جاسم يونس الحريري

ظهرت محاولات عديدة لبيان المقصود بـ(المقاومة المسلحة)، فكان الاتجاه السائد في المناقشات التي دارت في مؤتمر بروكسل سنة 1874 ولاهاي سنة 1899 و1907 وجنيف سنة 1949 بشأن تحديد وتقنين قوانين الحرب، هو اعتبار المقاومة الشعبيَّة نوعًا من الدفاع عن النفس في حالة تعرض الإقليم لغزو أجنبي ينتج عنه حق سكان الإقليم في الانتفاضة ضد العدو والغازي باستخدام القوة المسلحة، وهذه الانتفاضة عُبِّر عنها باسم (الهبّة الجماهيرية) فلقد عرّفت اتفاقية لاهاي (الشعب القائم في وجه العدو) بأنه (مجموعة من المواطنين من سكان الأراضي المحتلة والمهاجمة من قبل العدو، الذين حملوا السلاح وتقدموا لقتال العدو، سواء كان ذلك بأمر من حكومتهم، أو بدافع من وطنيتهم وواجبهم، وسواء كان ذلك أثناء تغلب الجيوش النظامية على الغزو وإيقافه، أو بعد عجزها عن الوقوف في وجه العدو وتهديده بالغزو والاحتلال). وبعد أن صدر إعلان منح الاستقلال للبلاد والشعوب المستعمرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الخامسة عشرة، نتيجة مطالبة الدول حديثة الاستقلال بضرورة إقرار قواعد جديدة تصون وتؤكد حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وحقها في التخلص من حكم الاستعمار، أصبح ينظر إلى النضال المسلح الذي تخوضه الشعوب في سبيل الحصول على استقلالها وحريتها وممارستها لحقها بتقرير المصير، على أنه نوع من المقاومة الشعبيَّة المسلحة. وعليه، فقد عرّف بعض الفقهاء المقاومة الشعبيَّة المسلحة بأنها (لجوء أو قيام السكان بالقوة للإطاحة بالسلطة المحتلة لتحرير أراضيهم وتحقيق الحرية والاستقلال الوطني). واليوم يمرُّ الشعب الفلسطيني إلى أعتى هجمة صهيونية لإبادته من على وجه الأرض بعد العملية البطوليَّة  له ((طوفان الاقصى ))في 7تشرين الاول2023 وكواجب شرعي وأنساني وسياسي عراقي نطرح التساؤل التالي:- كيف نقاوم العدوان الصهيوني على قطاع غزة ودعم عملية طوفان الأقصى؟ الإجابة على ذلك يتم بالوسائل التالية:
جمع التبرعات الشعبيَّة لصالح الشعب الفلسطيني: يمكن فتح صناديق تبرع للفلسطينيين الذين يعانون من الجوع ونقص الأموال والحصار الاقتصادي وقطع المياه والكهرباء والغذاء عنهم، للتخفيف من معاناتهم بأي قدر من الأموال للتعبير عن التكاتف العراقي الفلسطيني تجاه الشعب العربي الفلسطيني المقاوم.
تنظيم المسيرات الشعبيَّة لدعم المقاومة الفلسطينيَّة:
إن خروج المواطن العراقي إلى الشارع وحمله العلم الفلسطيني والتعبير عن غضبه من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، هو أعظم رسالة شعبية تنقل عبر الفضائيات إلى داخل القطاع المحتل، وتعبير حي عن حيوية شعب العراق المقاوم ضد الوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة.
3.- تنظيم الندوات والمحاضرات السياسيَّة  الداعمة للمقاومة الفلسطينيَّة:
إن قيام النخب والأكاديميين العراقيين بدورهم التوعوي بدعم المقاومة الفلسطينيَّة، وبيان انتهاكات وجرائم القوات الإسرائيليَّة على الشعب العربي الفلسطيني، وتعارضها مع ميثاق الأمم المتحدة، وحق الدفاع عن النفس في المادة 51، حيث تنص المادة من الجزء السابع من ميثاق الأمم المتحدة على أنه (ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء الأمم المتحدة، وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي، والتدابير التي اتخذها الأعضاء استعمالاً لحق الدفاع عن النفس تبلغ إلى المجلس فوراً، ولا تؤثر تلك التدابير بأي حال فيما للمجلس -بمقتضى سلطته ومسؤولياته المستمرة من أحكام هذا الميثاق- من الحق في أن يتخذ في أي وقت ما يرى ضرورة لاتخاذه من الأعمال، لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه).
4 - إجراء حملات كبرى للتبرع بالدم لايصاله إلى المقاومين الفلسطيينين، بسبب استمرار العدو الصهيوني باستهداف المخيمات الفلسطينيَّة، وحاجة السكان إلى إنقاذ حياتهم، ليختلط الدم العراقي بالدم الفلسطيني ليشكل أيقونة الصمود والتحدي تجاه العدو الصهيوني الغاصب.