الخزعلي يحصد الشعر بمنجل أور الفضي

ثقافة شعبية 2019/05/10
...

عدنان الفضلي
يطل علينا من جديد الشاعر والناقد المثابر ريسان الخزعلي بأيقونة كتابية جديدة تضيء في المشهد الثقافي العراقي، إذ صدر له كتاب جديد جاء تحت عنوان (مناجل أور الفضيَّة) وهو كتاب عن الشاعر الكبير الراحل كاظم الركابي وخصوصيته في الشعر الشعبي العراقي الحديث.
الكتاب الذي جاء بأكثر من (150) صفحة من القطع المتوسط صدر عن دار لارسا في شارع المتنبي ببغداد وتضمن إهداء وقراءة نقدية مفتوحة في تجربة الشاعر الراحل كاظم الركابي وقد تضمن سبعة فصول ومقدمة وقصائد مختارة.
في المقدمة التي عنونها بـ (في العام والخاص) يعلمنا الخزعلي أن هذا الكتاب يحمل قراءة مستلة من كتاب من مخطوطة لم تطبع بعد، ويريد بها الوفاء والاعتراف للشاعر الكبير الركابي بأنه يمثل منجل أور الفضي، حيث يقول الخزعلي في مقدمته أو تقديمة ما نصه “أن الشاعر /كاظم الركابي/ الذي رحل مبكراً، ما زال يمثل حضوراً شعرياً /إبداعيا في ذاكرة الشعر العراقي الحديث، وما هذه القراءة المستلة من مخطوطتي /الشعر العراقي الحديث – حدود التجربة واللون – دراسة في الجوانب الإبداعية للقصيدة الشعبية الحديثة / الا محاولة في الوفاء والاعتراف له، من أنه /منجل أور الفضي/ بكل ما يحمله التوصيف من دلالة ومعنى”.
في الفصل الأول من كتاب الخزعلي جاء العنوان التالي (خطوات في الخصوصية الشعرية) إذ يسجل الكاتب شيئاً ربما لم ينتبه له غيره وهو أن قصيدة (مناجل) الشهيرة والتي كتبها الركابي قد عطلت وقيدت الشاعر كونها قصيدة كبيرة لم يستطع أن يتجاوزها الشاعر حيث يقول الخزعلي “ قصيدة / مناجل / بعد أن حققت بريقها عطّلت الشاعر طويلاً، وقيدته، حتى أصبحت محاولة تجاوزها أو تماثلها عسيرة عليه، لأنه ضخ كل طاقته الشعرية والشعرية التي تشكلت من الجذر التجديدي / النوابي وما بعد النوابي / في صياغتها وبنائها وتشكيلها صورياً “.
الفصل الثاني حمل عنوان (ديوان مناجل.. البدايات والتجديد اللاحق) ويتحدث فيه الخزعلي عن التطور البنائي والأسلوبي للشاعر الراحل حيث يؤكد الخزعلي على أن “مجموعة مناجل التي حملت اسم القصيدة ضمت قصائده التي تمثل البدايات وكذلك القصائد اللاحقة لها والتي تشير بقوة الى تطوره الشعري في مستوياته البنائية والأسلوبية”.
ويضيف في هذا الفصل بالقول: “في البدايات لا نسمع صوتاً شعرياً متميزاً، وانما تجيء القصائد بسياقية شعرية مألوفة ضمن زمن كتابتها حيث يتوارى الشعر عن مستويات الإدهاش والتركيب الصوري والموضوع الجديد”.
الفصل الثالث والذي جاء بعنوان (جماليات الرمز) يؤكد فيه الخزعلي على أن الركابي يشتغل على دلالات رمزية تتعدى الوضوح حيث يقول “لا تقتصر الدلالات الرمزية في شعر / كاظم الركابي / على الإيحاء وانما تتعدى لما هو اكثر وضوحاً منذ التصريح الأول كما في قصيدة /أغاني الشجاعة/ المهداة الى المناضل الشيوعي المعروف عبد الخالق محجوب”.
في الفصل الرابع يتحدث الخزعلي عن جماليات اللغة الشعرية التي يمتلكها كاظم الركابي ويصفها بالمدينية التي توازي الفصحى حيث يقول “من جماليات لغة /الركابي/..، أنها تنأى عن المفردات الموغلة في القدم، تلك المفردات التي استنفدت طاقتها التعبيرية، انها لغة بمفردات مدينية حية تتوازى مع الفصاحة”.
أما في الفصل الخامس فيذهب الخزعلي نحو جماليات الصورة الشعرية عند الركابي، إذ يركز على كون الشاعر يعمد الى توزيع صوره الشعرية على مساحة القصيدة ويقول عن ذلك “يعمل الشاعر /كاظم الركابي/ على توليد صور شعرية ببراعة فنية سابقة وبخصوصية جمالية ترتبط بمدركات الشاعر الصورية / المشهدية، أي أسلوب التعبير بالتصوير في اغلب قصائده ويحاول ان يوزع صوره على مساحة القصيدة”.
وفي الفصل الذي خصصه الخزعلي لدراسة مواويل الركابي الحديثة يقول “الشاعر كاظم الركابي كتب الموال تحت تأثيرات بداية تشكله الشعري، الا انه أضفى عليه لمسة تجديدية عندما نأى به عن موضوعاته تلك، بعد ان اعتمد التشكيل اللوني والحركة في توليده ساعياً لاقتطاف خصوصية تضاف الى خصوصياته في القصيدة”.
بعدها يبدأ ريسان الخزعلي بتقليب الزمن والذهاب نحو الأغنية السبعينية عبر عنوان (الشاعر والأغنية السبعينية) إذ يؤكد الخزعلي على كون الركابي من مؤسسي هذه الأغنية إذ يقول “كان للشاعر كاظم الركابي دور تأسيسي في انطلاق الأغنية السبعينية الجديدة، من خلال نصوص وقصائد وأشعار معروفة كما كان له الدور المشابه في الأوبريتات”.
ثم يختار لنا الخزعلي نخبة من قصائد الشاعر كاظم الركابي وهذه القصائد هي (بسكوت) و (الى رسامة) و (برتقال) و (شايفه) و (شلونكم) و (جان عيد) و (كالت حبيبي) و صندوك جدي) و (مناجل).