عميد الأدب الشعبي اللبناني

ثقافة شعبية 2019/05/10
...

بيروت/ جبار عودة الخطاط
يستذكر اللبنانيون في الأول من أيار ذكرى رحيل عميد الادب الشعبي اللبناني سلام الراسي الذي رحل عن عالمنا بجسده يوم 1 /5 /2003.
سلام الراسي الذي يلقبه محبوه لاسيما أهل الجنوب بـ “أبي علي” عشق الموروث الشعبي اللبناني وبذل من أجل الإضاءة على مكنوناته الجهد الكثير وكان حكواتياً قدم السهل الممتنع في أدبه  من دون أن تضطره مدوناته الشعبية الى التصنّع أو التكلّف؛ لذا نجد أدبه المكتوب يرسله على وجنات الورق مثلما يتكلم، عفو الخاطر وبصدقية عالية. 
هذا وستعقد بالمناسبة ندوات تتناول ادب الراحل وما قدمه من منجر واصدارات وسيكون لمحبيه ومجايليه سرد شهادات واستذكارات تحمل رائحة الزمن الجميل. 
الراسي أمضى ردحا من عمره منقباً وجامعاً للأدب الشعبي الحكائي وللموروث الجميل بكل ما ينطوي عليه من أمثال وزجل وفولكلور يمتد على فضاء واسع وكان هاجسه حفظ وتوثيق هذا الارث لئلا تسحقه عجلة الزمن فيندثر ويضيع؛ لذا كان عنوان كتابه الاول “لئلا تضيع” الذي صدر في العام 1971 وهنا نلمس حجم المشروع الذي بذل في سبيله عمره  منذ تسلمه وظيفـتـه في “مصلحة التعمير” عام 1956 الذي (ورطه) فيها - كما يقول- إميل بستاني عندما كان وزيراً وبالتأكيد هي ورطة جميلة ومثمرة. 
ولد الأديب سلام الراسي عام 1911 في قرية إبل السقي من قضاء مرجعيون في محافظة النبطية بجنوب لبنان، وهكذا بقي الراسي حاضراً في وجدان الذاكرة الجمعية اللبنانية كأحد أعمدة التراث الحكائي وتراث الأمثال والفلكلور وميادين التجربة الشعبية اللبنانية حتى عُرِف بلقب “شيخ الأدب الشّعبي” وتمتاز كتاباته برشاقة الأسلوب ومقدرته اللافتة في الجمع الذكي بين اللغة الفصحى والدارجة اللبنانية، ولم يقتصر منجز الراسي على أدبه التحريري بل قدّم العديد من البرامح التلفزيونية على تلفزيون لبنان في مطلع التسيعنيات وفارق الحياة عام 2003 رحمه الله.