ترنيمة لجذوة النشيد

ثقافة 2023/10/17
...

  عباس الحسيني 


أريــزونا 

وأدرك أنّها كصبوة شتاء يحترق …

أوقدت لها صبر ايثاكا وأساطير التأسـّي

ومثلما يقبل عاشق على يقين البوح 

أتردّد لوهلة عنك بثوريّة الغائر في سرادق الوله

وأدركتها 

مثل مليك آشوري 

يؤثر النقش في القراءة 

لم أكُ غير افتراض ساذج يتخطى صباحها الوردي 

لم أكُ سوى ابتكار لافعوان البلاد التي أدركها الجمال خلسة

فلم تعد تجيب عن أسئلة الوجود  

وأنتِ أيضا… في بياض رحيقكَ توجّس الكروم 

وقيامة دالية تتأسى على نشوةِ الملتقى 

بلادٌ نساؤها بلا خطيئة 

نخيلها بلا أغنية 

ونهرها متمرّد كملمح النأي

بلاد حدودها فوق الجمالِ

 ودون الوصال  

بلاد تعدّ السحائبَ اكتنازاً للغة أم تنطق بعد !

لطفل السراج المذهب قباب ضبابيَّة تتشكل كما المصير 

لغابةٍ موهومة بالزهو 

لبلاغة تتأبط قسوة المحب في ذروة خطاب متردد

لم أكُ بقميصي الأزرق آخر فقراء التلصّص 

بل كنت أول أمراء الهزيمة… 

وأجمل الغائبين عن فينيق الكلام 

أوثق للهواء محطات افتراضيّة 

ون

ونكاد أن ندرك 

أبجديّة الطريق عبر نزقية الرواق 

هذا الرداء مشبّع بما يشبه ورد السفائن

عند حدث يثلج شيئاً من القلب 

وبعضاً من جراح الحبيبة 

أقول لها: زهرة العودة تخطئ اذ تتأبط أوركيدا الظلام 

تلك الرغبة تواصل انتهازيتها الأبدية وانتحارها اللازوردي

وتكاد تكشف عن بيلسان الذاكرة في قسوة الحلم وانقلاب الحنين 

أعيد لها نصف إرث الخطيئة، علّ شعار حط على شرفة الحلم 

 يربّت خائباً على كتف السرائر !

وعلّ المسارات تفضي 

ذات لوعة 

إلى وعول المساء وحفلة السهروردي

علّ بكاء يخفّض من وحشية هذا اليباس في صمت حملانها

علّها وحدها تعيد ارتباط الخيول بمن تنصل عن صوتها 

أنثى الكلام الجريح ترفع قارورة العزلة 

إنّها توثّق أصداءها 

- سيدتي: إنّنا نوشك على الوصول إلى مدائن اللا عودة 

فهل من سحر لبحر الرجز 

الاثيري؟ 

فخذي بيدي، أدلك أين افترض النحاة أورامهم وأين دفن الرعاة وهم اقتسام الرجاء! 

وكيف استحال الشتاء إلى الرخام 

وقد كان ندا للرخامْ

أمد إليك بقايا النشيد 

وقسوة قلب 

خبا في الزحام.