خالد جاسم
*من الناحية العملية - وهذا رأي قد يختلف معي حوله كثيرون - أن منتخبنا الوطني سوف يخرج بفوائد ذات قيمة كبيرة من مباريات بطولة الأردن الدولية على طريق تحضيراته المهمة لبطولة كأس آسيا , وذلك لأسباب سبق أن أشرنا إليها سواء مايتعلق منها بالعامل الإداري أو بالعامل الفني , ومن ثم فإن مباريات منتخبنا الوطني في الأردن وماقد يعقبها في المدة الزمنية الفاصلة عن الحدث الآسيوي ستكون بمثابة الفيصل الحاسم في تقدير مدى الجاهزية الكاملة للفريق قبيل مواجهات المشوار الرسمي للنهائيات الآسيوية الصعبة في الدوحة , وهذا يعني أن المنتخب الوطني بلاعبيه وملاكه التدريبي سيكونون جميعاً تحت حزمة أضواء الفحص والتقييم الصعب من قبل الجماهير والإعلام الرياضي الذي طالما تطرق بنوع من القلق المزدان بالحرص على سلامة أوضاع فريقنا منذ ماقبل بطولة الأردن وماتخلله من ملاحظات فنية كانت على قدر كبير من الواقعية سيما في طريقة تجريب اللاعبين ونوعية الفرق التي لاعبناها تجريبياً والتي يبدو أنها أشبه بصفحة ضائعة من كتاب في ظل التوقعات في السياسة الفنية المتبعة من قبل المدير الفني كاساس سواء في طريقة اختياره اللاعبين المؤهلين فعلاً لتمثيل المنتخب الوطني أو في نوعية تعاطيه مع المفردات الأخرى ذات الصلة بشؤون منتخبنا، وهذا بحد ذاته يشكل مدخلاً متجدداً في التساؤل عن جدوى استمرار التجريب للاعبين سواء المحترفين في الخارج أو المحليين وقيمته الفنية مع طبيعة المواجهات الودية التي خضناها حتى الآن والجدوى المنطقية لها سيما في ظل التغيير الذي قد يطال قائمة أسماء اللاعبين قبيل السفر إلى الدوحة ,.إذ كان التحضير والإعداد والتجريب لمجموعة لاعبين ربما لن تتاح لمعظمهم فرص البقاء حتى في أوراق الاحتياط ثم نأتي بمجموعة أخرى لم تخضع لجرعات كافية من التحضير تحت أنظار الملاك التدريبي ويزج بها في المباريات الرسمية في البطولة الآسيوية . ومع تقديرنا الكامل للظروف والصعاب التي واجهت الملاك التدريبي في تنفيذ مارسمه من أفكار وتطلعات على الورق إلا أن ذلك لايعفي كاساس ورفاقه من صناعة هذا التخبُّط ومزج الألوان خصوصاً غير الضرورية في خلطته التدريبية , وهو أمر سبق ونبهنا عليه مراراً فور تسلمه المهمة , وتحديداً في ضرورة استثمار عامل الوقت في اختصار الكثير من الحلقات الزائدة التي لالزوم لها مع التركيز في العمل على نخبة معينة وفقاً لمقتضيات الأمر الواقع وليس تشتيت الجهود وإضاعة الوقت في مسلسل تجريبي لايغني ولايسمن عن جوع . ومع حضور كل تلك المؤشرات الواقعية التي لانريد لها أن تكون أشبه بسحب سوداء في سماء تطلعات منتخبنا الوطني ,تبقى ثقتنا كبيرة ومتجددة في الملاك التدريبي وقدرة أفراده على تجميع وتركيز كل الأوراق المفيدة التي تخدم مسيرة منتخب أسود الرافدين بنجاح على طريق تحقيق الهدف الكبير.